أخطر دقيقتين في يومك… ممكن تحدد مصيرك في الدنيا والآخرة!

أخطر دقيقتين في يومك… ممكن تحدد مصيرك في الدنيا والآخرة!

تقييم 5 من 5.
3 المراجعات

 

تمر علينا أيام كثيرة وساعات طويلة، لكن هناك دقيقتان فقط قد تكونان سببًا في سعادتك الأبدية أو حسرتك الأبدية!
دقيقتان يمكن أن يغيّرا مصيرك إن أحسنت استغلالهما، أو يضيعان منك فتخسر بركة يومك وحياتك.
هما لحظتان يغفل عنهما أكثر الناس، ومع ذلك فهما أعظم فرص القرب من الله، والنجاة من الغفلة، وبداية التوفيق في الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى:

{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].

هذه الآية العظيمة تختصر معنى الحياة كلها: أن تذكر الله فيذكرك، وأن تبدأ يومك وتنهيه باسمه جل جلاله.
وإذا تأملت يومك، ستجد أن أخطر لحظتين فيه هما:

بعد صلاة الفجر مباشرة.

وقبل غروب الشمس بدقائق.

هاتان الدقيقتان قد تبدوان بسيطتين، لكن فيهما سرّ البركة، ومفتاح السعادة، وميزان القبول عند الله.

أولاً: الدقيقة الأولى — بعد الفجر، بداية النور

قال النبي ﷺ:

«اللهم بارك لأمتي في بكورها» (رواه أبو داود والترمذي).

ففي هذه الدقيقة التي تلي صلاة الفجر، تتنزل البركة من السماء، وتُكتب الأقدار اليومية، وتبدأ صفحة جديدة في كتابك.
إنها اللحظة التي تبدأ فيها الشمس بإضاءة الكون، فابدأ أنت بإضاءة روحك بذكر الله.

ابدأ يومك بقول:

«أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه».
«اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً».

قال الحسن البصري رحمه الله:

"ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ من السماء: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة."

تلك الدقيقة بعد الفجر هي بداية الرزق والتوفيق، فابدأها بالنية الصالحة، والدعاء، والذكر، بدل الانشغال بالهاتف أو هموم العمل.

ثانيًا: الدقيقة الثانية — قبل الغروب، لحظة رفع الأعمال

قال النبي ﷺ:

«تُعرض أعمال الناس في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء...» (رواه مسلم).

وفي رواية أخرى:

«إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل» (رواه مسلم).

قبل غروب الشمس بدقائق، تكون أعمال اليوم قد سُطرت، والملائكة تستعد لرفعها إلى الله.
فهل تكون آخر لحظاتك في اليوم ذكرًا واستغفارًا أم غفلة ولهوًا؟

قال تعالى:

{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].

إنها دعوة إلهية صريحة: أن نذكر الله قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
هاتان اللحظتان تجمعان سرّ البركة اليومية، فابدأ بذكر الله واختم بذكر الله، يكن يومك كله في نور.

ثالثًا: أثر هاتين الدقيقتين في حياتك

من حافظ على هاتين اللحظتين، رأى أثرهما في دنياه قبل آخرته:

صفاء في القلب، وطمأنينة في النفس.

تيسير في الرزق دون تعب شديد.

توفيق في القرارات والعمل.

نور في الوجه وبركة في الوقت.

قال ابن القيم رحمه الله:

"الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيقه بدونه."

وقال تعالى:

{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

حين تذكر الله في أول يومك وآخره، تعيش بين ذكرين مباركين، فيكون نهارك في معية الله، وليلك في حفظه.

image about أخطر دقيقتين في يومك… ممكن تحدد مصيرك في الدنيا والآخرة!
رجل مسلم يرفع يديه بالدعاء عند شروق أو غروب الشمس، في جو روحاني هادئ يعبر عن لحظتي الفجر والمغرب اللتين تحددان مصير الإنسان بين الذكر والغفلة.

رابعًا: كيف تستثمر هاتين الدقيقتين؟

بعد الفجر:

اجلس دقيقتين في ذكر الله وقراءة آيات قصيرة من القرآن.

قل: "اللهم بارك لي في يومي ووفقني لما تحب وترضى."

جدّد نيتك في العمل والرزق، واجعلها خالصة لله.

قبل الغروب:

أوقف كل شيء لدقيقة، وقل: "اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك."

سلّم قلبك لله وصفِّ نيتك تجاه الناس.

اختم يومك بالدعاء لمن تحب ولمن ظلمك.

قال تعالى:

{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3].

خامسًا: النية سرّ القبول

قد تقول: "هما مجرد دقيقتين!"
لكن اعلم أن القليل مع الإخلاص يُضاعف الله أجره.
قال رسول الله ﷺ:

«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (متفق عليه).

لو نويت أن يكون يومك لله، وذكرك لله، وسعيك لله، فإن الله يفتح لك أبواب الرزق والنجاح والسكينة.
وإن غفلت عنه، ضاع منك البركة، مهما سعيت وركضت.

قال ابن عطاء الله السكندري:

"ما طُويت عنك من الدنيا وهو لك، لن تناله بسوء الأدب، وما فُتح لك منها وهو ليس لك، لن تناله بحسن الطلب."

فابدأ يومك بالنية الصادقة، واختمه بالاستغفار، تكن حياتك كلها في طاعة الله.

الخاتمة:

تأمل معي يا أخي القارئ، أن دقيقتين فقط يمكن أن تغير حياتك كلها.
دقيقتان بعد الفجر وقبل الغروب، بين ذكر واستغفار، بين نية صالحة وتوبة صادقة، بين بداية يومك وختامه.
هما دقيقتان قد ترفعانك درجات في الجنة، أو تكونان سببًا في هداية قلبك أو تفريج همّك.

فلا تستهِن بهما، ولا تدعهما يمران دون أن تذكر الله.
ابدأ اليوم، وقل:

"اللهم اجعل أول يومي صلاحًا، وآخره فلاحًا، واجعل حياتي زيادةً في كل خير، وموتي راحةً من كل شر."

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

219

متابعهم

69

متابعهم

8

مقالات مشابة
-