ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم يوم القيامة

ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم يوم القيامة

0 المراجعات

خطبة جمعــة بعنوان
ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم
             يوم القيامة
أمَّا بعـد: 
فالعقوباتُ متعددة، والروادعُ متنوعة، ولكنْ فرقٌ كبير بين عقوبةٍ وعقوبة، وبونٌ شاسعٌ بين وعيدٍ ووعيد، لو أن أباكَ أعرضَ عنك وهجرك لضاقت بك الأرضُ بما رحبت، ولو أنَّ أُمَّكَ امتنعت من الحديثِ معك لما احتملْتَ العيش، بل وربما لما طِقْتَ الحياة..
 
فمن ذا الذي يَطيق هجرَ أمه أو أبيه؟ 
ومن ذا الذي يتحمَّلُ مقاطعةَ والديه له؟ 
ومع هذا فكلُّه يهون، وكلُّه لا يُذكر شيئًا أمامَ إعراضِ المولى جل جلاله عنك.
حدِّثْني عن العقوبةِ أُحدِثُكَ عن تلك العقوبة حين لا يُكلِّمُ الله صاحبها ولا ينظرُ إليه وله عذابٌ أليم.
وبالله عليك أخبرني أيُّ خيرٍ بقيَ، وأيُّ تكريمٍ يُنتظر والجبارُ سبحانه وتعالى قد أعرضَ عن هذا الشخص؟ فلعمري إنَّها لعقوبةٌ ما أقساها! وإنَّه لوعيدٌ ما أعظمه!
ولهذا دعونا يا أيها الكرام ننظر في هذا اليوم، ونتذاكر تلك الأعمال التي سببت لأصحابها أن لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، وفوق ذلك لهم عذابٌ أَلِيم ..
روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
ومعنى لا يكلمهم الله؛ أي: لا يُكلمهم كلام رحمة، ولا يكلمهم كلامًا ينفعهم أو يسرُّهم، ويرضى به عنهم.
(ولا ينظر إليهم)؛ أي: لا ينظر إليهم نظر لُطف ورحمة، ولا ينظر إليهم نظرًا خاصًّا، بل يُعرض عنهم.
(ولا يزكيهم)؛ أي: لا يُطهرهم من الدنس، ولا يُثني عليهم خيرًا.
(ولهم عذابٌ أليمٌ)؛ أي: عذابٌ مؤلم وموجعٌ للقلوبِ والأبدان.
 
نعم يا مسلمين: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِرَار، قَالَ أَبُو ذَرّ: خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ 
قَالَ: "الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلفِ الْكَاذِبِ".
والمسبل: هو مَن لبسَ ثوب ستره، ولربما أحسَنه ونظَّفه، لكنَّ الخلل جاءه مِن كونه أطاله وجرَّه خُيلاءَ، فاستحق ذلكم الوعيدَ الشديد.
وليس يخفى قولُ الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: "مَن جرَّ ثوبه خُيلاءَ لم ينظر الله إليه".
والمطلوبُ من كلِّ مسلمٍ أن يتعاهد ثوبه، ويكن على حذرٍ، وألا يُطيله بقصدِ الخُيلاء والزهو والفخر والتعالي!
وماذا سيفيدُ جزءٌ يسيرٌ تَزيده من ثوبك ليجاوز كعبيك!
بل لربما كان هذا الجزءُ الزائد واليسير من ثوبك مانعًا بينك وبين رحمة أرحم الراحمين!
 
والإسبالُ ليس في الثوبِ فحسب بل في كلِّ ما يُلبس من قميصٍ وبنطالٍ وغيرها.
وفي السنن عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإسبالُ في الإزارِ والقميصِ والعِمامة، من جرَّ منها شيئًا خُيلاءَ، لم ينظر اللهُ إليه يوم القيامة".
 
فما أحوجنا اليوم إلى التناصح فيما بيننا تُجاه هذا الذنبِ الذي شاعَ وما عُدت ترى له مُنكِرًا !!
ومن مثلُ الفاروق عمر رضي الله عنه الذي يوم طُعن في قبلةِ رسـول الله وحُملَ على أثرها إلى بيته جاءه شاب يومها، فقال له: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدمٍ في الإسلام ما قد علمت، ثمّ وُليت فَعَدلت، ثم شهادة، فقال التقي النقي الفاروق: بل وددت أن ذلك كَفافٌ لا علَيَّ ولا لي.
فلمَّا أدبر الشاب رأى عمر إزاره يمس الأرض، فقال: ردوا عليَّ الغلام، ولَمَّا عاد قال: يا بن أخي، ارفع ثوبك؛ فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك.
ويا لها من وصيةٍ نافعة، وافية، كافية، جامعة، جمعت بين طهارتين: طهارةُ الثوبِ بتنقيته، وطهارةُ القلبِ بتقواه! وكم نحتاجُ اليوم أن نراعي طهارةَ قلوبنا ونلتفت إليها كما التفتنا لطهارةِ أبداننا وثيابنا، فالطهارةُ المعنوية هي التي نحتاجها اليوم، وتأمل متى كانت كلماته رضي الله عنه وأرضاه؟
 
إنَّها في آخرِ لحظاتِ حياته، لم يترك الأمر بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ والدلالة على الخير!
فماذا نقول ونحن نرى تقاعسنا عن كثيرٍ من المنكراتِ التي ضجَّت في أوساطنا في المجتمعاتِ والصحفِ والفضائيات!!
والله المستعان وعليه التكلان.
 
أحبتي الكرام، وأمَّا الثاني ممّن تُوعِّد بوعيدِ من لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" 
فهو (المنَّان)، وما أدراكم ما المنَّان؟
 
إنَّه رجلٌ يبذل، يتصدق، يُعطي، يُكرم، وعلى أهله وأقربائه وأصحابه يُنفق، لكن لديه خَصلة تُهدِّمُ إحسانَه، وتُكَدِّرُ إنفاقه, وتُعَفِّي كرمه وعطاءه إنَّها: (المنُّ بما يُعطي ويَجود).
 
نعم، يَهدي، يَتصدق، يُنفق ثم لا يفتأُ في كلِّ مناسبةٍ أو غير مناسبة أن يُذكِّرَ من أعطاه بمعروفه.
أن يُذكِّر من أنفق عليه بإحسانه، أو يتحدث عند من لا يريد المُعطى اطلاعه على ذلك، وتلك الكلماتُ أشدُّ على المحتاجِ من طعنِ السيوف.
ولعمري إنَّ الإمساكَ مع الاعتذارِ أحسنَ من البذلِ والكرمِ مع المنِّ: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ﴾ [البقرة: 263]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264].
 
ورحِم الله الشافعي إذ يقول: مِنَنُ الرجالِ على القلوبِ أشدُّ من وقعِ الأسنَّة، حتى مع الزوجةِ والأولاد لا تُكثِر من تذكيرهم بنفقاتكَ وشفقتك عليهم، لا تُكثر من الحديث معهم عن أموالٍ أخرجتها ومبالغ صرفتها في معيشتهم، ومن أجل سعادتهم وحياتهم، فليس هذا من حُسنِ العشرةِ.
 
والإنفاقُ واجبٌ عليك، وأنت في كلِّ ما تبذل ترجو وجه ربك، فاطلُبِ الثوابَ منه وحده جل وعلا.
 
وقد قال لقمان لابنه وهو يوصيه: "يا بنيَّ اثنتان لا تَذْكُرهما أبدًا: إساءة النَّاس إليك وإحسانك إلى النَّاس، واثنتان لا تنساهما: إساءتك إلى النَّاس وإحسان الناسِ إليك".
 
ولَمَّا سمع ابْنُ سِيرِين رجلًا يَقُول لآخر: أَحْسَنتُ إِلَيْك وَفعلت وَفعلت، قَالَ لَهُ ابْن سِيرِين: "اسْكُتْ فَلَا خير فِي الْمَعْرُوفِ إِذا أُحصي".
 
أَفْسَدْتَ بِالْمَنِّ مَا قَدَّمْتَ مِنْ حَسَنٍ ***
                  لَيْسَ الْكَرِيمُ إذَا أَعْطَى بِمَنَّانِ
 
عباد الله، وإذا كان هذا كلُّه في المنِّ على النَّاسِ، فالأمرُ أسوأ وأشنع إذا كان في المنِّ على الله!
فمسكينٌ ذلكمُ المرء يفتحُ الله عليه من المالِ ثمَّ هو يوفِّقه للبذلِ والنوال، ثم تراه يمنُّ على الله بما بذل!
فلا يفتأُ في مجالسه يتحدث عن أنَّ ذلك العمل أو تلكم الجمعية، أو تلك المؤسسة الخيرية، إنَّما هي قائمةٌ عليه، وأنَّه لولاه لتوقَّف ذلك المشروع، ولولا دعمُهُ لما تحقق ذلكم الخير، ولولاه لما نجح ذلكم العمل، ولولا خبرته لما كان هناك تكافل أبدًا.
 
وغيره كثيرٌ وكثير ممَّن يَمُنُّ الواحد منهم بجهده الذي يقدِّمه في خدمةِ الدين، وربما منَّ بالخدماتِ التي يقدمها لبلده، وربما منَّ بخدمةٍ بَذَلَها أو شدةٍ تسبب في دفعها، فظل يذكر هذا ويذكِّرُ به، وربما منَّ بنشاطه الدعوي أو العلمي، وما درى أنَّ الموفِّق هو الله.
 
وحينما قال رجلٌ لعمر بن عبدالعزيز وهو من هو في خدمةِ المسلمين ونفعهم، قال له:
جزاك اللهُ عن الإسلامِ خيرًا، فقال: "لا والله بل جزى اللهُ الإسلامَ عني خيرًا".
أقول ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب ويا فوز المستغفـرين ويا نجاة التـائبين.
 
الخطبة الثانية
أمَّا بعد عباد الله، فثالثُ الثلاثةِ الذين تُوعِّدوا بأن لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظرُ إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أَلِيم: رجلٌ صاحبُ تجارة، وسواء كانت كبيرة أو صغيرة، بمحل صغير أو كبير، أو كانت بالجملةِ أو بالتجزئة.
فهو تاجر سلعته تُروَّج، لكنه قد روَّجها بحَلفه الكاذب، وهذه كبيرةٌ من كبائرِ الذنوب، صاحبها قد جمع في يمينه أربعة أشياء:
1. استهانته باليمين ومخالفته لأمرِ الله عزوجل بحفظِ اليمين؛ حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ﴾ [البقرة: 224].
2. كَذِبُه.
3. أكلُه المال الذي أخذه على هذه اليمين بالباطل.
4. أنَّ يمينُهُ من أعظمِ الأيمانِ جرمًا، فهي تسمى اليمين الغموس، وقد جاء في الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مالُ امرئٍ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان)).
 
هذا الصِّنفُ يا كرام تراه حين يبيع يُقسِمُ الأيمانَ المغلَّظة بالله تارةً، وتارةً بالرسولِ، وتارةً بالقرآنِ العظيم، وتارةً بالكعبةِ المشرفة، وتارةً بالطلاق، وتارةً بالأمانة، وتارةً برأسِ الأولاد وحياتهم، وأخرى بحياةِ الوالدين، وأخرى بروحة وحياته.

أيمانٌ مغلظه أنَّه اشتراها بكذا من المال وهو يكذب أو أنَّه لا عيب فيها، أو أنَّها طُلبت منه بكذا وكذا من المال، أو ما باعها إلا لحاجته للمال، أو كأن يقول: جاءني فيها ألف ولم يأته ألف، أو والله مُشتراها علينا بكذا، أو والله رأسُ مالها بكذا، أو والله ما فيها ربح.
 
إذًا فلماذا تبسط بضاعتك أو تفتحُ دكانك يا أيها الكذاب؟ وهكذا يسبق يمينُه كلامَه وشهادته وخبرَه من شدة تعوُّده على الحَلف، وهو يكذب في بيعه وشرائه، وهو في الحقيقة إنَّما يبغي الخلاص منها وهكذا وهكذا في صورٍ عديدة تراها في أسواقِ المسلمين وفي مبايعاتِ بعض النَّاس لا يكادُ الواحد يبيع إلا وقد جعل ربه عُرضةً لأيمانه، وروَّج سلعته بالحَلفِ بربه، فراجت سلعته واشتُريت.
 
فأيُّ خيرٍ في سلعةٍ تُروَّج، وأموالٍ تأتي, وبركةٍ تُمحَق, وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في المتفق عليه: "الحَلفُ منفقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْبَرَكَةِ".
 
تجده يبيع كثيرًا، لكن لا بركةَ له فيما يبيع بسبب أيمانه المغلظة، ماله سريع النفاذ يختفي من بين يديه بسرعة، وربما تجده في آخر الشهر مديون لا بركة فيما يبيع أبدًا، ولا بركة فيما يكسب ويربح، ولحديث أبي قتادة مرفوعًا كما روى ذلك مسلم: ((إياكم وكثرةَ الحَلف في البيع؛ فإنه يُنفِّقُ ثم يمحق))، وفي الحديث: "وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا، بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ، لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ".
 
وما أحوج تجارنا اليوم وكلُّ البائعين ليكونوا كأولئك الرجال السابقين من التجارِ العظام!
أولئك الذين اتَّجروا في الدنيا ولم يُضيِّعوا دينهم في تجاراتهم، بل علِموا أنَّ ربح الآخرة أولى بالطلبِ من ربح الدنيا.
نعم أنت يا أيها البائع - أربحَ اللهُ تجارتك - بِعْ بلا حَلف، بعْ بلا أيمان مغلَّظة، بع ولا تُخْفِي عيبَ سلعتك، بعْ ولا تمدح سلعتك بما ليس فيها، ليبارك الله لك ببيعك، ويبارك الله لك في تجارتك، ويبارك الله لك في ربحك، ويبارك الله لك في كَسبِك، ويبارك الله لك في مالك وولدك، ويمدَّ لك في صحتك وعمرك..

"ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ": "الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلفِ الْكَاذِبِ"، اللهم اعصمنا من حالهم, ومن طريقهم.
اللهم اصرِفنا بقلوبٍ عليك مجموعة، ودعواتٍ لديك مسموعة، وبِزَلَّاتٍ وذنوب مغفورة وموضوعة يا ألله.
 
اللهم اربطنا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم في جميع الأطوار، واحشرنا في زمرته إلى جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يا عزيز يا غفار يا حي يا قيوم يا ألله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

22

متابعين

5

متابعهم

0

مقالات مشابة