حال من أحوال الروح
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم
_ الانس والهيبة : هما حالتان فوق القبض والبسط ، فكما أن القبض فوق رتبة الخوف ، والبسط فوق منزلة الرجاء ،،
فالهيبة أعلى من القبض ،والأنس أنم من البسط ، وحق الهيبة الغيبة، فكل هائب غائب ، ثم ان الهائبون يتفاوتون في الهيبة على حسب تباينهم في الغيبة ،
ولهذا قالوا : ‘'أدنى محل الأنس لو انه طرح في لظى لم يتكدر عليه أنسه ‘’
أتيه فلا أدري من التيه من أنا • سوى ما يقول الناس في وفي جنسي
أتيه على جن البلاد وجنسها • إن لم أجد شخصا أتيه في نفسي
_ فالأنس هو حال فرح وسعادة ، يرد على قلب السالك العاشق في الله ساكنا اليه ومطمئنا به ,,,
وفي الأنس ترتفع الحشمة وتبقى الهيبة مع الله ، وبذلك يكون الأنس طمأنينة ورضا بالله .
فالأنس يكون بالله والانقطاع والفناء فيه فإن لله تعالى عباداً استأنسوا به فكانوا في وحدتهم أشد استئناساً من الناس في كثرتهم وأوحش ما يكون الناس »
« يا من آنسني بذكره • وأوحشني من خلقه »
« عجباً للخلائق كيف أرادوا بك بدلاً ؟ وعجباً للقلوب كيف استأنست بسواك عنك ؟ »
. ومن علامات الانس بالله ضيق من معاشرة الخلق ، والتبرم منهم ، وعدم الإحساس بعذوبة الذكر في مجلسهم ، وإذا أجتمع الأنس بالناس فهو وحيد مع الجماعة ، وجالس بينهم في وحدة ، كأنه غريب في مدينة ، وحاضر في سفر ، وشاهد في غيبة ، وغائب في حضور ، يخالط الناس بالبدن لكنه منفرد بنفسه وبقلبه ، مستغرق في عذوبة الذكر .
ويروى عن علي بن أبي طالب قوله في وصف أصحاب الأنس بالله : « هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر ، فباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدنيا بأبدانهم ، أرواحهم معلقة بالمحل الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه » .
فالأنس والهيبة : صفتان تلزمان العبد الصادق دائما في مسيره الى الله تعالى …..
"عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي
“”يا مُنيَةَ المُتَمَنّي
"أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى
" ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني
"وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى
"أَفنَيتَني بِكَ عَنّي
"يا نِعمَتي في حَياتي
"وَراحَتي بَعدَ دَفني
"ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ
"إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني
"يا مَن رِياضُ مَعانيهِ قَد
"حَوَت كُلَّ فَنِّ
"وَإِن تَمَنَّتُ شَيئًا
"فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي
الى حال ومقام اخر بتوفيق الله……