الصبر طريق الفرج

الصبر طريق الفرج

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات

الصبر طريق الفرج

بداية الحكاية

في إحدى القرى البعيدة، عاش شاب يُدعى سلمان، عُرف بين الناس بصدقه وحُسن خُلقه. ورغم فقره الشديد، كان قلبه ممتلئًا بالإيمان بالله، لا يترك صلاة ولا يغفل عن ذكر. عاش مع والدته الكبيرة في السن، وكان يكدّ يوميًا ليكسب قوت يومه بالحلال.

ومع مرور الأيام، ابتُلي سلمان بابتلاء عظيم؛ فقد أصيب بمرض أقعده عن العمل. لم يعد قادرًا على توفير الطعام لوالدته، وبدأ يشعر بالضعف والحزن. لكن قلبه المملوء بالصبر جعله يردد دائمًا: "إني أعلم أن الله لن يتركني، فالله مع الصابرين."

لحظة الانكسار

مرت الشهور، واشتد المرض، حتى بدأ بعض أهل القرية يبتعدون عنه، ولم يجد من يساعده إلا القليل. ومع ذلك، كان يُردد آيات من القرآن ليثبت قلبه، مثل قوله تعالى:
"ومن يتوكل على الله فهو حسبه" [الطلاق: 3].

لكن في ليلة من الليالي، وبينما كان سلمان يتألم بشدة، شعر أن صبره بدأ يضعف، فسجد لله باكيًا وقال:
"يا رب، لقد ضعفت قوتي، وضاق صدري، ولم يعد لي ملجأ إلا أنت، فرّج همي برحمتك."

باب الفرج

في صباح اليوم التالي، جاء رجل غريب إلى القرية يبحث عن عامل أمين يساعده في أرضه. دلّه بعض الناس على سلمان، فأخبروه أنه مريض ولا يستطيع العمل. لكن الرجل أصرّ أن يراه.

عندما التقى بسلمان، وجد فيه نورًا وصدقًا رغم ضعفه، فأعجب به وقال:
"لا أبحث فقط عن قوة الجسد، بل أبحث عن أمانة القلب. وأرى فيك خيرًا كثيرًا."

عرض عليه الرجل أن يعمل مشرفًا على عماله، حيث لا يتطلب الأمر جهدًا بدنيًا كبيرًا. ففرح سلمان، وشكر الله على هذه النعمة.

دروس من القصة

بمرور الوقت، تحسنت حالة سلمان الصحية، وأصبح يعيش في راحة وكرامة مع والدته. وكان دائمًا يحدّث الناس عن رحمة الله، ويقول لهم:
"لقد علّمني الابتلاء أن الفرج قريب لمن يصبر ويتوكل على الله."

ومن قصته تعلم أهل القرية أن الدنيا دار اختبار، وأن الإيمان بالله والصبر هما مفتاحا السعادة، مهما ضاقت الدنيا بالعبد.

العبرة

هذه القصة تذكّرنا بأن البلاء ليس عقوبة، بل هو امتحان من الله ليميز الصادقين من غيرهم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له."


خاتمة

تُعد هذه القصة من قصص إسلامية تُلهم القلوب وتغرس معنى التوكل على الله، وتؤكد أن بعد كل ضيق فرجًا، وبعد كل صبر أجرًا عظيمًا. فلنكن مثل سلمان، نصبر عند البلاء، ونشكر عند الرخاء، ونجعل قلوبنا عامرة بالإيمان بالله.


image about الصبر طريق الفرج

تُعد هذه القصة من قصص إسلامية تُلهم القلوب وتغرس معنى التوكل على الله، وتؤكد أن بعد كل ضيق فرجًا، وبعد كل صبر أجرًا عظيمًا. فلنكن مثل سلمان، نصبر عند البلاء، ونشكر عند الرخاء، ونجعل قلوبنا عامرة بالإيمان بالله.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

4

مقالات مشابة
-