"تعرف إن في ذنب بسيط ممكن يحرمك من التوفيق في حياتك؟"

"تعرف إن في ذنب بسيط ممكن يحرمك من التوفيق في حياتك؟"

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

هل خطر ببالك يومًا أن ذنبًا صغيرًا ربما كان سببًا في تعسير أمورك؟
أن كلمة جارحة، أو نظرة حرام، أو تأخير صلاة، قد تكون سببًا في فقدان البركة في رزقك وصحتك ووقتك؟
قال الله تعالى:

﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: 30].

وقال النبي ﷺ:

"إن الرجل ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه" (رواه ابن ماجه).

فالتوفيق ليس حظًا عشوائيًا، بل هو ثمرة صفاء القلب وطاعة الله.
وفي هذا المقال، سنكشف سرّ الذنب الذي يُطفئ نور التوفيق، وكيف تُعيد البركة إلى حياتك خطوة بخطوة.

ما معنى التوفيق؟

التوفيق هو أن يُهيّئ الله لك أسباب الخير، ويُسدد رأيك، ويبارك في وقتك وجهدك.
قال تعالى على لسان نبيّه شعيب عليه السلام:

﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [هود: 88].

فقد يملك الإنسان ذكاءً وموهبة، لكنه يُحرم النجاح، لأن التوفيق يُسحب من قلبٍ غافل أو متكبر.
قال ابن القيم رحمه الله:

“من فاته التوفيق، فاته كل خير، ومن نال التوفيق فقد فاز بكل خير.”

ذنوب صغيرة تحرمك التوفيق

قد تظن أن الذنب الكبير وحده هو الذي يُغضب الله، لكن النبي ﷺ حذرنا من "محقرات الذنوب"، فقال:

"إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهلكنه" (رواه أحمد).

🔹 نظرة حرام قد تحرمك نور البصيرة.
🔹 غيبة أو نميمة قد تغلق عليك باب الرزق.
🔹 تأخير صلاة عن وقتها قد يسلبك بركة اليوم كله.

فالذنوب الصغيرة، إذا استهان بها القلب، تراكمت حتى أظلمت الروح وسُلب التوفيق.

كيف يُسلب الإنسان التوفيق؟

بالمعصية بعد الطاعة: فرب عمل صالح يُتبع بذنب، فيُذهب أثره.
قال تعالى:

﴿لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ [البقرة: 264].

بالتهاون في حقوق الناس: فالظلم سبب مباشر لذهاب البركة.
قال ﷺ:

"اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" (رواه مسلم).

بالتكبر على النعمة: من نسي شكر الله على عطاياه، سُلب منها دون أن يشعر.

قال بعض السلف:

“من شكر النعمة دامت، ومن كفرها زالت.”

علامات حرمان التوفيق

قد تشعر أحيانًا أن الأمور لا تسير كما تريد رغم الاجتهاد، فانتبه لهذه العلامات:

ضيق الصدر دون سبب واضح.

تعسّر الرزق أو العمل رغم الجهد.

نسيان الطاعة أو الفتور عنها.

تكرار الأخطاء نفسها دون عبرة.

قال تعالى:

﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67].
أي تركهم في غفلتهم، بلا توفيق ولا بركة.

كيف تسترجع التوفيق المفقود؟

1. التوبة الصادقة

هي مفتاح التوفيق الأول.
قال تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾ [البقرة: 222].
وقال ﷺ:
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له" (رواه ابن ماجه).

تُغلق أبواب البلاء، وتعود البركة حين يعود العبد إلى ربه بقلب منكسر.

2. الاستغفار الدائم

الاستغفار ليس مجرد ترديد باللسان، بل انكسار بالقلب.
قال ﷺ:

"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أبو داود).

جعل الله الاستغفار مفتاح الفرج ودواء القلوب.

3. مراقبة الخواطر

كل ذنب يبدأ بخاطرة، فاحذر ما تسمح به لعقلك.
قال ابن الجوزي:

“الخواطر بريد الذنوب، فاحرسها قبل أن تفسد قلبك.”

فالتوفيق لا يُعطى لقلبٍ غافل عن مراقبة الله.

4. الصحبة الصالحة

الرفيق الصالح يُذكّرك بالله عند الغفلة.
قال ﷺ:

"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" (رواه الترمذي).
فمن عاش بين من يُعينه على الذكر، فتح الله عليه أبواب التوفيق.

image about
رجل مسلم يرفع يديه بالدعاء داخل مسجد تغمره أشعة النور، في إشارة إلى رجوع التوفيق الإلهي بعد التوبة والرجوع إلى الله.

5. الابتعاد عن الظلم

الظلم من أكثر ما يُطفئ نور التوفيق.
سواء كان ظلمًا في مال، أو كلمة، أو نظرة استحقار.
قال ﷺ:

"اتقوا دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" (رواه البخاري).

6. دوام الذكر والطاعة

الذكر يجلب معية الله، ومن كان الله معه وُفّق في كل أمر.
قال تعالى:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152].

فمن أراد التوفيق في عمله وقراراته وأسرته، فليجعل لسانه رطبًا بذكر الله.

كلمات من نور

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

“من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.”

وقال الحسن البصري رحمه الله:

“إن العبد ليذنب الذنب فيُحرم به قيام الليل.”

وقال ابن القيم:

“إذا فُتح لك باب الطاعة فاعلم أن الله يريد بك خيرًا، وإذا وُفّقت لترك معصية فاعلم أنه اختارك للقرب.”

خلاصة المقال

التوفيق ليس جهدًا بشريًا فحسب، بل هو عطاء رباني.
ومن أراد أن يعيش حياة مليئة بالنجاح والبركة، فليتطهر من الذنوب الخفية، وليجعل بينه وبين الله عهدًا جديدًا من التوبة والصدق.
قال تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].

فابدأ بنفسك، وسترى أن أبواب الخير تُفتح، وأن نور التوفيق يعود يملأ حياتك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

206

متابعهم

65

متابعهم

6

مقالات مشابة
-