لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ

لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ

0 المراجعات

خطبـة جمعــة بعنــوان 
لاحـول ولاقـوة إلاّ بالله
ايها الأحباب الكــرام 
إذا عُرضتْ للناسِ أرباحٌ مالية، أو سمعوا عن غنائم دنيوية، فإنهم سيتسابقون إليها، ويحرصون على الظفرِ بها؛ لأن وراءها منالاً كبيراً للرغبات، ومصالحَ تجلبُ لهم راحةً ونعيماً، وتدفعُ عنهم أضراراً ومضائق ..
نعم يا كـرام
تسابق محزن إلى شهواتِ الدنيا، وركض حثيث على متاعها وغنائمها القليلة والناقصة والفانية ..
بينما في العملِ للجنّة، بينما في العمل للآخرة نجد التباطؤ الكبير في العمل ..!
ونجد التقاعس والتكاسل الواضح من كثير من الناسِ عن أرباح الآخرة الكثيرة وغنائمها الثمينة النفيسة..

ولهذا نحن اليوم بإذن الله جل وعلا على موعدٍ جديد مع كلمةٍ عظيمة، لها دلالات ومعانٍ جليلة، تدل على كمالها وعِظمِ شأنها، وكثرةِ فوائدها وفضائلها ..
إنّها كلمة قصيرة لا تستغرق وقتاً ولا تُكلّف جهداً او عناءً او مشقة ..!
ولكنها بالغـةُ الأثر ، تُعينُ على تخفيفِ الهم، تَحمِلُ بها الأثقال، وتَقتحِمُ بها الأهوال، وندخلُ بها على كل من نخافه .
إنّها مفتاحُ كلِّ خير، ولقائلها يُفرّجُ الله عنه كلُ همٍّ وكلُ ضيقٍ وكرب، ويحفظُهُ من كلِ مكروة.
إنّها من احبّ الكلماتِ الـى الله وهي من الباقياتِ الصالحات .
إنّها بابٌ من أبوابِ الجنّة وغرسٌ من غراسها وكنزٌ من كنوزها ..
هذه الكلمة يُعبِرُ عنها أهلُ اللغة بالحوقلةِ والحولقة إنّها { لاَ حولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ } .
والحولُ : هو التحول.
والقوةُ : هي خلافُ الضَعفِ.
قوّاه الله أي : أعطاه القوة .
وهي كلمةُ إسـلامٍ واستسـلامٍ .
فلا تحوّلَ للعبدِ من معصيةٍ إلى طاعةٍ
ولا من فقرٍ الى غنى، ولا من مرضٍ إلى صحةٍ 
ولا من وهنٍ إلى قوةٍ ولا من نقصانٍ إلى زيادةٍ  (  إلاّ باللهِ جل وعلا )
ولا قوةَ له على تحقيقِ هدفٍ من أهدافه  
( إلاّ باللهِ العظيمِ )
فيا لكمالِ مدلول لاَ حولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ
ويالجمالِ منطوقِها, ويالقوةِ تأثيرِها ..
يسيرٌ نطقها، كثيرٌ ثوابها جزيلٌ أجرها عميمٌ فضلها !.
نعم يا كـرام :
وردت نصوص كثيرة في السنةِ النبوية المطهرة تبينُ فضل هذه الكلمة، وعِظَمِ شأنها .. 
تنوعت هذه النصوص في الدلالةِ على تشريف هذه الكلمة وتعظيمها، ممّا يدل بجلاءٍ على عِظمِ فضل هذه الكلمة ورفعةِ مكانتها، وأنّها كلمةٌ عظيمة ينبغي على كلِّ مسلمٍ أن يُعنى بها ويهتمّ بها ..
وإنّ ممّا جاء في فضائل لاحول ولاقوة الاّ بالله مايلي :أنّ « لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » 
كنز مـن كنوز الجنّـة
لاحول ولاقوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الآخرة الباقية
ففي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
« أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ».
ومعنى أنها كنز ٌمن كنوز الجنة، أي أن ثوابها نفيس ومدخرٌ لقائلها في الجنّـة كما يُدّخرُ الكنزُ ويُحفظ في الدنيا.
وروى الامام أحمد في مسنده عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :
« أَلاَ أُعَلِّمُكَ " وفي روايه " أَفَلاَ أَدُلُّكَ " عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ !
(  لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ يَقُولُ أَسْلَمَ عَبْدِى وَاسْتَسْلَمَ ).
 وفي معنى أنها كنز من تحت العرش أي :
أنه لما كانت الجنّـة تحت العرش والعرش سقفها، فكان كنزُ الجنّة مجاز عن تحت العرش ..

• ومن فضائل « لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » :
أنّها غـرسٌ مِـنْ غِـرَاسِ الجَنَّةِ
فكما روى احمد عن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ ابراهيم : مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ.
فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهُيمُ : مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ.
قَالَ : « وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ ؟ » 
قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) .
وقال النّبي صلى الله عليه وسلم: 
"اكثروا من غراس الجنّة، فإنّه عذبٌ ماؤها، طيبٌ ترابها، فأكثروا من غراسها.!
قالوا: يارسول الله وماغراسها؟!
قال: ماشاء الله، لاحـولَ ولاقوةَ إلاّ بالله"

• ومن فضائل « لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » :
أنّها بابٌ مِـنْ أَبْـوَابِ الجَنَّةِ 
ففي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَخْدُمُهُ. قَالَ فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ صَلَّيْتُ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ :
« أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ». 
قُلْتُ بَلَى. قَالَ : « لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ».

• ومن فضائل « لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » 
أنّها سبيلٌ لحفـظِ النّعـم وإتقاء العين ..
لمن أراد حفظ نعم الله عليه وحفظ ماله واهله وولده من العين الحاسده .
تلك العين التي لاترحم والتي ينطلق حقدها كالشرر فعليه بلا حول ولاقوة الا بالله .
يُفهم من هذا قول الرجل المؤمن لصاحب الجنّـة ، في قوله تعالى :
﴿ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]ي
 ولابد لكل مسلم ان تكون على لسانه كلمة ماشاء الله لا قوة الا بالله وهو يرى اي شي او 
يعجبه أي شئ حتى ما يعجبه في أهله وولده..
ولقد كانَ إبنُ الزبير إذا دخلَ حائطه يُردد:
"ماشاء اللهُ لاقوةَ إلاّ بالله حتى يخرج".      

• ومن فضائل« لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » :
أنّها تقي صاحبها من شياطينِ الجنّ والإنس

ففي سنن أبي داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :                                  « إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ».       قَالَ « يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِىَ وَكُفِىَ وَوُقِىَ ".

* ومن فضائل لاحول ولاقوة إلا بالله من يطلب الرزق الوفير ( أنّها سببٌ للرزق )
ومن ذلك ما أخرجه الطبراني وابنُ عساكر عن ابي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: " ومن أبطأَ عنهُ رزقُهُ فليُكثر من قول: لاحول ولاقوةَ إلاّ بالله"

* ومن فضائل لاحـولَ ولاقوة إلا بالله: 
أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم جعلها مع ما معها من الأذكار الأخرى بدلاً عن القرآن في حقِّ من لا يُحسنه
روى الإمام أحمـد في مسنده من حـديث إبن أبي أوفى قال: أتى رجبٌ إلى النّبي فقال:
إنّي لا أستطيعُ أن أخذَ من القرآنِ شيئاً، فعلمني شيئاً يُجزئُني من القرآن؟!
فقال: قل :سبحانَ الله، والخمدُ لله، ولا إلـه إلاّ الله، واللهُ أكبر، ولاحول ولاقوةَ إلاّ بالله».

• ومن فضائل «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ» :
أنّها سببٌ للنجاةِ وحافظةٌ مانعة 
فقد جاء في تفسير القرطبي، في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) 
نزلت هذه الآية في عَوْف بن مالك الأشجعي أسر المشركون ابناً له يُسَمَّى سالماَ، فأتىَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال : إن العدوّ أسر ابني وجَزِعت الأمّ، فما تأمرني؟ فقال عليه السلام :
« اتَّقِ الله واصبر، وآمرك وإيّاها أن تستكثِرا من قول لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ ».
فعاد إلى بيته وقال لامرأته : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإيّاكِ أن نستكثر من قول لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ. فقالت : نِعْمَ ما أمرنا به. فجعلا يقولان : فَغفَل العَدُوّ عن ابنه، فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه : وهي أربعة آلاف شاة.

* ومن فضائل لاحول ولاقوة إلا بالله:
أنّها كفارةٌ للذنوب
فقد روى الإمام أحمـد في مسنده من حـديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:ماعلى وجه الأرض رجلٌ يقول: لا إلـه إلاّ الله، واللهُ أكبر، وسبحانَ الله،والحمدُ لله، ولاحول ولاقوةَ إلاّ بالله، إلاّ كُفّرت عنه ذُنُوبُهُ، ولوكانت أكثرَ من زيدِ البحر"

لاحول ولاقوة الا بالله عدد ما كان وملء ما كان.
لاحول ولاقوة الا بالله عدد قطرات الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد الحصى والثمــار وعدد ما اظلم عليه الليل واشرق عليه النهار ..

اقــــول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم
ويافوز المستغفرين..

الخطبة الثانية :                                      
اما بعد:
لاحول ولاقوةَ إلاّ بالله كلمةٌ قصيرة لكنها بليغةٌ عظيمةٌ ثقيلةٌ في ميزان وصحيفة قائلها..
وكل من يشكو تعباً في جسده او ضعفاً في بدنه
او إرهاقاً عند عمله او يعاني الأشغال الصعبة، ويتحمل المشاق فعليه أن يداوم عليها فإن لها تأثيرٌ عجيب في أن يجد قائلها قوةً في بدنه ..
قال ابن القيم  : 
“ أنّ الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا : يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ؟ 
فقال : قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما قالوها حملوه” .

كذلك من يشكو فقراً او هماً او ضراً دائماً فعليه بلا حول ولاقوة الا بالله فإنها علاجٌ نافع وبلسمٌ شافي للهموم والأحزان والالآم والفقر والضر ..
فقد أخرج الطبراني وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ، أَدْنَاهَا الْهَمَّ وَالْفَقْرَ ».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :
« مَنْ قال : لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ مائَةَ مَرَّةٍ في كلِّ يَومٍ، لمْ يُصِبْهُ فقْرٌ أَبدًا ».

وَلِلْحَوْقَلَةِ صِيَغٌ وَأَلْفَاظٌ وَرَدَتْ بِهَا السُّنَّةُ النبوية الصحيحة وهي :
« لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ »
« لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ »
« لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ »
« لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ »
« لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ، 
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، 
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ ».
  
ومن الخطأ الكبير ان يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ اليوم  أَنَّ لاحول ولاقوة إلا بالله تُقَالُ عِنْدَ الْمَصَائِبِ فَقَطْ، وَهَذَا كَلَامٌ غَيْرُ صَحِيحٍ؛ بتاتاً.        
فـ « لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ » 
تُقَالُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَفي كُلِّ حِينٍ
- فمع كل آذان تقال اربع مرات فإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ :
« حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ »؛ يَقُولُ الْمُجِيبُ : 
«لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»
وَإِذَا قَالَ : «حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ»؛ 
قَالَ الْمُجِيبُ : « لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ».
- كما تُقَالُ عِنْدَ التَّقَلُّبِ فِي الْفِرَاشِ وَالْأَرَقِ وَعِنْدَ ذَهَابِ النَّوْمِ مِنَ اللَّيْلِ، ففي الحديث الذي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ :
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ».
- كما تقال لاحول ولاقوة الا بالله بعد الأكل .
( الحمدلله الذي اطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة )..
وتقال في نواحي اخرى كثيرة ومتعددة ..

ولهذا غير صحيح ان تقال لاحول ولاقوة الا بالله عند المصائب فقط  ..
لأن الكلمة التي تُقَالُ عِنْدَ الْمَصَائِبِ الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ؛ هِيَ : « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ». 
أَمَّا « لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ »؛ فَهِيَ تَنْفِي الْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ عَنِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ مَا لَمْ يُمِدَّهَا اللهُ بِعَوْنٍ مِنْ عِنْدِهِ، وَمَدَدٍ مِنْهُ ..
أخيراً احبتي الكــرام                            
لو لم يكن من فضلٍ لكلمة لاحول ولاقوة الا بالله 
في أنّ المسلم إِذَا قَالَهَا فِي آخِرِ حَيَاتِهِ؛ أَنْجَاهُ اللهُ بِهَا مِنَ النَّارِ لكان ذلك كافياً .
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما روى ابن ماجه : 
« إِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، قَالَ : 
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ : صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَأَنَا أَكْبَرُ ..
وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ،
قَالَ الله : صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي.
وَإِذَا قَالَ العبد : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، 
قَالَ الله : صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا شَرِيكَ لِي ..
وَإِذَا قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، 
قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لِيَ الْمُلْكُ، وَلِيَ الْحَمْدُ.
وَإِذَا قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي». 
ثمّ قَالَ صلى الله عليه وسلم : 
« مَنْ رُزِقَهُنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ ».

فأكثروا من قول لا حول ولاقوة إلاّ بالله ورَبُّوا عَلَيْهَا أَنْفُسَكُمْ وَأَوْلَادَكُمْ وَأَشِيعُوهَا فِي طُرُقِكُمْ واسواقكم وبيوتكم وفي ومَقَارِّ أَعْمَالِكُمْ؛ فهي سبيلٌ لفتح المغاليق ،ومواجهةِ الصعاب 
وتخفيفِ الآلآم والآحزان، ورفع الهموم والغموم 
ودفع الأضرار والحوادث.. 
وقَدْ أَفْلَحَ مَنْ قَالَهَا، وَفاز من تَدَبَّرَهَا، ونجا من داوم عليها..
اللهــم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..
اللهــم اجعلنا من الذاكرين لك آناء الليل وأطراف النهار ..
اللهــم ارزقنا عيناً دامعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً مسبحاً ذاكراً، وجسداً على البلاء، صابراً وتوبةً قبل الموت، ورأفةً عند الموت، ومغفرةً ورحمةً بعد الموت ..
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

23

followers

5

followings

0

مقالات مشابة