من دروس الإسـراء والمعـراج ..  إنْ كـانَ قـال فقـد صـدق

من دروس الإسـراء والمعـراج .. إنْ كـانَ قـال فقـد صـدق

0 المراجعات

خطبــــة جمعــــــة بعنــــــــوان 
    [ من دروس الإســـراء والمعـــراج ]
<< إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صــــــدق  >>
أمّا بعد           
 إنّ معجزات نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ثابتةٌ بالقرآنِ والسنة الصحيحة، وقد بلغت حدّ التواتر، فالإيمانُ بها لازم، والتصديقُ بها واجب..
فلا مجالَ لإنكارها أو الشكِّ فيها بأيّ حالٍ من الأحوال..
ولما كان هو آخرهم وأفضلهم عليه الصلاة والسلام فقدِ اختصه اللهُ بخصائصَ لم ينلها أحدٌ من البشر، ولن يصلَ إليها أحدٌ ممّن تقدّمَ أو تأخر ومن تلك الخصائص العظيمة :
       معــجـــزةُ الإســــــراء والمعـــــــراج
والتي ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز فقال الله تعالى : (سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأقْصَى ٱلَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَـٰتِنَا إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ) [الإسراء:1].
وهذه المعجــزة وهذه الحادثة ليست قصةً لتقص او روايةً لتروى، او حكايةً لتحكى بقدر ماهي عظاتٌ ورسائل، وعبرٌ وبرقياٌت ودروسٌ ..!
وفي حادثةِ الإسراءِ والمعراجِ درسٌ عظيمٌ من دروسِ التعاملِ مع النَّاسِ ..!
ففيها أُنموذجٌ حيٌ للصاحبِ الصالحِ الوفي، والصديقِ المخلصِ النّاصح ....
فعندما رجعَ النبي صلى الله عليه وسلم من هذهِ الـرحــلةِ المباركة، وحــكى للنّاسِ ماحدثَ لهُ
إنقسمَ النّاسُ بينْ :
مُصـــدقٍ مُوقــنٍ ، ومكــذّبٍ أو مشــكّك ..!

وظنّها المُغرضونَ فرصةً للإيقاعِ بين الخِلِّ وخَليله والصاحبِ وصديقه، فهرعوا الى ابوبكر رضي الله عنه يُخبرونه بما أتاهمْ بهِ صاحبُهُ من عَجَبٍ عُجاب ممّا لمْ تتصوّرهُ عقولهُمُ القاصرة، ولمْ تنتفعْ به قلوبهمُ الكــافرة ..!
فانطلقَ نفرٌ من قريشٍ إلى أبي بكر رضي الله عنه يسألونه عن موقفه من الخبرِ فقال الصّاحبُ المُخلص والمؤمنُ المُوقنُ ما رَدّ به كيدَ الحُسّادِ :
( إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صــــــدق )..!             
فما أروعه من رَدّ .! وما اجمله من موقفٍ صادق .!
( إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صــــــدق ) ..!
 فتعــجّبــوا وقالوا :
” أوَ تُصدقُهُ أنّه ذهبَ الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ وجاء قبل أن يُصبح ؟! ” فقال لهم :
” نعم؛ إنّي لأصدقه فيما هو أبعدُ من ذلك .!
 أصدقهُ بخبرِ السماء في غُدُوِة أو رَوْحِه ”

كلماتٌ قصيرةٌ وجملةٌ يسيرةٌ، حَملتْ معاني لها وزنُها في موازينِ الأُخوّةِ ودروساً عظيمةً في فُنونِ الأخلاق ..
وهكــذا هيَ الشّدائدُ، تُبيّن ُ معــادنَ الرّجال .!
وتُبيّن ُللإنسانِ صديقَهُ من عدوّه وخليلَهُ من خصمهِ

فمنَ السّهلِ أن يجدَ الإنسانُ صاحباً له في رخاءهِ عِنْدَ التفافِ النَّاسِ حولَهُ وإقبالِ الدنيا عليه ..

وإنّنا لو نظرنا إلى واقعنا المعاصر لوجدنا أنّ الصداقةَ من أجلِ المصلحةِ والمنفعةِ والفائدة؛
 فإذا انتهتِ المصلحةُ والفائدةُ انقطعَ حبلُ الصداقة ..!
وتجدُ الشخصَ يتوددُ إليك بالكلامِ المعسول؛ ويقابلكَ بالقبلاتِ والأحضانِ والمعانقة؛. فإذا ما احتجتَ إليه في وقتِ العسرِ والشدةِ كأنّه
لا يعرفك؛ وكانَ أبعدَ النّاسِ منك ..!
وفي ذلك يقول لقمانُ الحكيم، ثلاثة لا يُعرفونَ
 إلاّ عند ثلاثة :
( لا يُعرفُ الحليمُ إلاّ عند الغضب؛ ولا يُعرفُ الشجاعُ إلاّ عند الحرب؛ ولا يُعرفُ الأخُ إلاّ عند الحاجةِ إليه )..                             
ولأجلِ هــذا ما أكثرَ الاصدقاءَ حولَ الإنسانِ
إنْ أقبلتْ عليهِ النّعَمُ والخيرات والبركات ..!
ولكن عندما يقسو عليهِ الزّمنُ أو تُحيطُ بهِ الشّدائدُ  أو تحومُ حولَهُ التُهمُ المُلَفقةُ، تنفضُّ من حولِهِ الجُموعُ، ويبقى الصاحبُ المخلصُ الى جوارِ صاحبهِ مُناصراً ومؤازراً، ورفيقاً ومعيناً ..!
وهذا ماكان من سيدنا أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه ..!
فقد وقفَ وقفةَ الرجالِ مع حبيبه المصطفى..
وقفَ وقفةَ المُصدّقِ الموقنِ الذي لمْ يَشكَّ لحظةً في صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم ..!
ولهــذا منحهُ المصطفى صلى الله عليه وسلم تاجاً ووساماً ولقباً من افضلِ الألقابِ فسماهُ الصديق..
كمــا أشادَ بإيمانهِ في قوله صلى الله عليه وسلم :
 (( لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَهْـلِ الأَرْضِ بإِيمَانِ أَبِي بَكْرٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ ))..
ولــهذا من فوائدِ الشّدائدِ أنّها تُقرّبُ الصديقَ الى صديقه وتُدني قلبيهِما ..
وتُشعلُ مشاعرَ الوُدِّ، وتُذكِي عواطفَ الأُخوةِ ويكونُ لذلكَ مابعده من الأثرِ الجميلِ مُتمَثِلاً في قوةِ الوفاقِ والوئامِ، ومُتَرْجَماً إلى المؤازرةِ والإلتحامِ ..!
والصاحبُ الحقّ هو من يُحسنُ الظّنَّ بصاحبهِ
وإن حاولَ المغْرضونَ إلقاءَ التُّهمِ عليه، أو التشكيكَ في عدالتهِ ونزاهتهِ، فيَظلُّ في حُكمهِ لهُ عادلاً، مُتخِذاً التّيقنِ والتّعقلَ دليلاً ومسلكاً حتى يكونَ لصاحبهِ الصّدرَ الذي يلجأُ إليهِ والقلبَ الذي يثقُ فيه ..
وفي ذكرى الأمةِ لحادثةِ الإسراءِ والمعراج تأكيدٌ لتَثبيتِ هذه الحقيقةَ عند كلِّ مؤمنٍ اتبعَ محمداً في المنهاج، وعلِمَ أنّه الرسولُ المجتبى المصطفى المختارُ مِن قِبَلِ فاطرِ السماواتِ والأرض ..
مِن قِبَلِ ربِّ العرشِ العظيم ..              
مِن قِبَلِ خالقِ كلِّ شيء ..
مِن قِبَلِ الإلهِ الذي لا إلهَ إلا هو ..
مختارٌ مصطفى مُنتقى مِن قِبَلِ المكوِّنِ الفاطرِ البديعِ المصوِّر الخالقِ البارىءِ الحقِّ الحيِّ القيُّوم؛ فهو أجلُّ خلقِه، وهو أفضلُ عبادِه، وهو أعلى أهلِ المنزلةِ لدَيه، وهو الصفيُّ الأصفَى، وهو الوفيُّ الأوفى، وهو المنتقَى المصطفى ..
 هو محمد، مَن دَنَى فتدلى فكانَ قابَ قوسَين أو أدنى؛ أثنَتْ عليه حضرةُ الربوبيةُ والألوهيةُ بقولِ الله عنه : ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )
إنّها رؤيا الحقِّ، لا مجالَ للتلبيسِ فيها ولا للخيالِ ولا للظنِّ ولا للوهم :
( لنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا  إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
( لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ)    
( أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَى )
(مَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ)   
إلاّ فتنة : اختباراً وامتحاناً للنّاس ..!
 ليعلَمَ الله مَن يؤمنُ ومَن لا يؤمنُ ؛ ليرتدَّ مَن يرتد، ويَسْتَهْزئ مَن يستهزئ، ويُكَذِّب من يكذب. 
وليقول من يقولُ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صــــــدق "
ويطمئن ويزدادُ إيماناً ويُفْصِحُ عن حقيقةِ الإيمان، أنّه ائتمنَ المجتبى المصطفى على خبرِ الرحمن، وأخبارُ السماء تأتيه بكرةً وعشيا.
ولاجل هـذا يجبُ أن نقومَ صفوفاً تُظلُّنا راية :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق "
فننطلقَ في حُسن تنفيذِ شرعِ الذي خلقَ، على يدِ الذي صدَق، أكرمِ مَن خَلَق ..
ونُقيمَ الأمرَ إيماناً وفكراً وسعياً وسلوكاً ومساراً وتعاملاً وحركةً في الحياةِ على مقتضى منهجِ هذا الإله الذي خلقَ تعالى في علاه مِن كلِّ ما بلَّغ عنه حبيبُه ومصطفاه ..
فليَعلمُوا مِنَّةَ الله عليهم ..
وليَعلمُوا فضلَ الله الواصلَ إليهم ..
وليعلمُوا ميزتَهم التي بها يفتخرون في الدنيا ويوم يقومُ النّاسُ لربِّ العالمين :
 ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ  وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )..
 ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) ..
(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ..
بــســـم الله الـــرحمـــٰن الـــرحيـــم
( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ *  عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ)
بــارَكَ الله لـي ولكم في القرآنِ العظيم وأقـول مـا سمـعتـم واستغفـروا اللـَّه لي ولكم مـن كل ذنـب إنّه هو الغفور الرحيم
الخطبةُ الثانية:
أمّا بعد
وامتنا تعيشُ في هذه الايـــام ذكـــرى الاســـراء والمعـــراج فإننا نستلهم في هــذا العــام من حادثة الاســــــراء والمعـــــراج درســاً مـــاثلاً وأنموذجاً حياً في الصديقُ الوفي والرفيقُ الصالح، إنّه صاحبُ رسول الله ورفيق حياته :
أبو بكرٍ الصديق الذي أعلنها مدويةً في وجوةِ كفار قريش حينما رأوها فرصةً سانحةً للإيقاعِ بينه وبين رسول الله بعد عودته من رحلته المباركة ليلةَ الاســـــــراء والمعـــــراج لكنه أعلنها قويةً في وجــوهـــهم :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق "
فيـا اخواني الكـــرام :
 إذا اصطففتُــم في صــــفوفِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق "
كلٌّ منكم حينها تيقَّنَ وتحقَّق أنَّ أولى مَن يخافه هو مَن له خلَق، وإليه المرجعُ والمآل، وهو الحاكمُ يومَ تخضعُ رقابُ الأوَّلين والآخِرين :       
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ  وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) .
فقولُوا لكلِ ما يطرأُ على البالِ ممّا يدَّعيهِ أولئكَ وأولئكَ على ساحاتِ الظنِّ والخيال :
- نحنُ على منهاجِ رضينا باللهِ ربّاً وبالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ..

- نحــنُ علــى قـــدمِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
 فهو الأصدقُ وهو الأسبقُ وهو الأوثقُ وهو الأحق.!
ما خَلَقَتِ الربوبيةُ عبداً كمثلِ محمد، فلا نتركه بفِكرِ أحدْ، ولا لخيالِ أحدْ، ولا لاكتشافاتِ أحدْ،
ولا لاختراعاتِ أحدْ، ولا لتقوُّلاتِ أحدْ ..!

هذا حبيبُ الواحدِ الأحد، هذا أمينُ الفردِ الصمد.!
هذا الذي كلُّ مَن بَلَغته رسالتُه فلم يؤمن به ولم يقتدِ ، فالحكمُ مِن قبلِ الخالقِ عليه أنّه في النّارِ مُخَلَّد، نعوذُ بالله مِن غضبِ اللهِ الواحدِ الأحد :
( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )..

فيــأيها المؤمنـون :
- مــــا قــــــام علـــى قـــــــدمِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
مَن يتساهل بما جاء به هذا النبي الأعظم في ليلةِ الاســــراء والمعــــراج ..!
ومِن أعظــمِ ما جاء به نبينا في ليلةِ الإســـراءِ والمعـــراجِ، وهو الأعظمُ في الدينِ بعد الشهادتين
             ((  الصلاة  ))
خمسُ صلواتٍ فُرِضْنَ عليه وعلى أمَّته إلى أن تقومَ الساعة : ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) .
فماهو قدرُ تعظيمِ الصلواتِ في قلوبِنا ؟ وبيوتِنا؟ وديارِنا ؟ وأبنائنا ؟ وبناتِنا ؟
وفي أسواقِ المسلمين وطرقِ المسلمين ؟
وناقلاتِ المسلمين ؟ وأسفارِ المسلمين، وإقامةِ المسلمين ؟
    ما مدى تعظيمُ هذه الصلاة ؟
لقد ضَعُفَ إيمانُ مَن لم يُعظَّم الفرائضَ الخمس.!لقد ضَعُفَ إيمانُ مَن يَسْهُلَ عليه أن يؤخِّرَ الفريضةَ عن وقتِها لأجلِ باصٍ ، ولأجل طائرةٍ، ولأجلِ شيءٍ مِن أغراضِ الدنيا، ولأجل وزارةٍ ، ولأجلِ شراءِ حاجةٍ ولغيرِ ذلك والحق سبحانه يقول:
 (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).

- مــــا قــــــام علـــى حقـــــــيقةِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
من يُصبحُ كلّ يوم وكثيرٌ مِن أفرادِ عائلتِه من زوجةٍ وابناءٍ وبنات او اخوةِ وأخوات وارحام واقرباء
وهم لا يصلُّون ..؟
ولايعرفون اداء ركعةٍ لله الواحد الاحد ..!
والبعض الاخر مقصرون ومتهاونون ومتساهلونَ وهم يعتادونَ ذلك يوماً بعدَ يوم ..!
وقد رأى رسولُ الله مظهرَ ذلك في ليلةِ الإسراء!
رأى قوماً تُرْضَخُ رؤوسُهم بحجارةٍ مِن النّار، كلما رُضخَت عادَت كما كانت.
مَن هؤلاء يا جبريل .!؟
قال : هؤلاءِ مِن أمتِك الذين تتثاقلُ رؤوسُهم عن الصلاة ..!

- مــــا قــــــام علـــى حقــــــيقةِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
من تَصِلُ بِنْتُه مِن بعد السبعِ والعشر إلى حدِّ البلوغِ وهي لا تفقهُ أحكامَ الصلاة .!
ولا تدري كيف تتعاملُ مع حيضِها.!
 ولا متى تتركُ الصلاة .!  ومتى تُقيمُها.!
 لغفلتِه وغفلةِ زوجِة عن مهمةِ اللهِ في بناتِهم !

- مــــا قــــــام علـــى قـــــــدمِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
مَن يتساهلُ بأخذِ الربا، وقد رأى صاحبُ الإسراءِ والمعراجِ بطونَهم قد عظُمَت فيها الحيَّات؛ كلما قامُوا قد سقطُوا ..
ومع ذلك تجده يستودعُ أموالَه في البنوكِ الربويةِ ويتعامل بالربا ويستخفُّ بالأمر .!

- مــــا قــــــام علـــى قـــــــدمِ :
 "" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " " :
مَن يستخفُّ بأماناتِ النّاسِ ولا يُحسن أداءها
ويظلم عباد الله ويتسلط عليهم الليل والنهار
ولا يبالي بعذابِ الله ولا بانتقامه والله يقول :
( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) ابراهيم   42
وهو القائل :
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾. الأعراف (183).

- لــــم يقــــــم علـــى قـــــــدمِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق "  :
من يتساهل بدماءِ المسلمين ويستخف
بأرواحهم والله يقول :
( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء(93)
والرسول القائل :
( مايزالُ المسلم في فسحةٍ من دينه مالم يصب دماً حراماً ) ..

- لـــــم يقــــــم علـــى قـــــــدمِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
من يعيش حياته على الخداعِ والنفاق والخيانة والغش والرشوة والحرام ويسب هذا، ويلعن هذا، ويقذف هذا، ويأخذ مال هذا ..          
والرسول الكريم يقول يوما لأصحابه اتدرون من المفلس ؟؟
قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار .!!
فقال عليه الصلاه والسلام :
إنّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ ويأتي وقد سب هذا وقذف هذا واخذَ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فأن فَنيت حسناته أُخذ من سيئاتهم فطرحت فطرح في النار " ..!

- مــــا قــــــام علـــى قـــــــدمِ :
" إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق " :
من يُعظَّم في نفوس أولاده موضات العصر وآلآت الغناء وأجهزة الضياع ولم يُعظمِ الله ورسوله وصحابته في نفوسهم وقلوبهم وحياتهم ..!

ما خــــالـــطَ الايمــــانُ بشاشــةَ قلبُ من رضيَ أن يكون سُلَّماً إلى سوءٍ او الى معصيةٍ او ممراً
الى سيئةٍ او الى كبيرةٌ او الى فتنة ..!

لم يتحقــق بالإيمـــان مَن آثرَ غيرَ الله على الله.
ولقد شمّ الرسولُ الكريم ليلةَ الاســـــــراء والمعــــــراج رائحةً طيبةً فسأل عنها ، فقيل :
 رُفعت إليك رائحةُ امرأةٍ نالت قدراً عند الربِّ ؛ كانت في الحياة تُمَشِّطُ بنتَ فرعون.
وما كان دخولها لقصرِ فرعون ولا تمشيطُها لابنته ليَلوِيَ قلبَها لإرادةِ مصلحةٍ أو مدِّ كفٍّ لأخذ شيء من متاعه أو دنياه ..!
وما كان ليصرفَ قلبها لِتَهَابَ مُلكَه أو جُندَه بعد أنْ حلَّ في قلبها حقيقةُ الإيمانِ باللهِ الذي بيده ملكوتُ كلِ شيء. 
ألا ففي هذه الذكرى ذكرى الاســـــراءِ والمعـــــراج أيقظْ قلبَك، وقُمْ من نومِك، واصحو من سباتك وعظِّم سنةَ حبيبِ الله محمد..!        
وأقِمْ بيتك على تَبَعِيَّتِه فهو الصادق، وقُم على حقيقة " إنْ كـــــانَ قــــال فقـــدْ صَــــــدَق "
واتْبعْهُ اتباعــاً ترتفعُ ارتفــــاعاً..!
وأنْصِت واستمـع استمــاعاً تَنالُ خيراً وعطاياً وِسَـاعَاً.!
وأكثرِ الصلاةَ والسلامَ عليه، فإنَّ ربَّكَ يصلي عليكَ إذا صليتَ عليه بكل واحدةٍ عشراً..!
وإنّ أولى النّاس به يوم القيامة أكثرهم عليه صلاة.
اللهم واصرفنا من الجمعة بقلوبٍ عليك مجموعة ودعواتٍ لديك مسموعة، وبِزَلَّاتٍ وذنوب مغفورة وموضوعة يا الله.
اللهم أجعل شهرَ رجبَ شاهداً لنا لا شاهداً علينا،
اللهم وأعِدنا إلى أمثالِه في صلاحٍ لأحوالِنا وأحوالِ أمةِ نبيِّك أجمعينَ سرّاً وعَلَنَا..
اللهم وبارِك لنا في خاتمتِه وبارِك لنا في شعبان وبلِّغنا رمضان..
اللهم وارزقنا اغتنامَ الأعمارِ بالأعمالِ الصالحاتِ والمسارعةِ إلى الطاعاتِ والخيراتِ وحضورِ مجامعِ الذكرِ والتذكُّر والأنوار يا حيُّ يا قيوم ..
اللهم واجعَلنا عندك من بالغِي رمضانَ ومِن خواصِّ أهلِه لديك يا الله.
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
واربطنا بمحمدٍ في جميع الأطوار..
واحشرنا في زمرته إلى جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يا عزيز يا غفار يا حي يا قيوم يا الله.
اللهم اغن كل فقير ، اللهم أشبع كل جائع..
اللهم اكس كل عريان، اللهم اقض دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد كل غريب.. اللهم واشف كل مريض..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

22

متابعين

5

متابعهم

0

مقالات مشابة