منازعة الشيوخ وتتبع أخطائهم وانتقاصهم للشيخين الفوزان/العصيمي

منازعة الشيوخ وتتبع أخطائهم وانتقاصهم للشيخين الفوزان/العصيمي

0 المراجعات

كيف نعالج آفة منازعة الشيوخ و آفة اتباع أخطاء العلماء  و انتقاصهم؟ 

قال الشيخ صالح العصيمي حفظه الله ونفع به :

" المتعلم يحسن عرض سؤاله, يقول ذكرتم كذا و كذا و أشكل علي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه, ثم  يذكر الحديث و يتمه ثم يطلب الجواب مثلا .

و أما سياق السؤال هكذا فإنه يطبع في النفس المنازعة و من طبع في نفسه المنازعة من المتعلمين ذهبت منفعة علمه و لم ينل منه الحظ الوفير الكثير . و هي من أدواء الطلبة المعاصرين  فلم يكن يعرف ما يسمى بالنقد و إظهار الشخصية و إبرازها لدى المتعلمين عند معلميهم بل منهم  من قد جعلوا أنفسهم أندادا لمعلميهم و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

وهذا المرض لم يكد أن يكون له أثر في زمن سابق , بل قد انتشر فيمن كان قبلنا من الصالحين الخلق الحسن و الأدب مع المعلمين و التوقير و التبجيل و الاحترام للشيوخ والعلماء .

و لا ينال العلم هكذا , و إنما ينال العلم بأن ينزل المتعلم نفسه منزلة الملْتمِس الراغب, لا منزلة المناظر فإن الطالب إذا أنزل نفسه منزلة المناظر ناله ما يسوءه من معلّميه, و هم على حق لأن من أساء القول مع معلمه استحق التأديب, و  من استحق التأديب ناله ما يسوءه .

فينبغي أن يعرف الطالب صفة عرضه سؤاله حتى لا يقع فيما لا تحمد عاقبته, و مِن أعظم ذلك أنّ هذا يورث العبد في نفسه إنزالها منزلة الند, فهو يحضر للشيخ لا لمجرد الفائدة و إنما للفائدة مع المنازعة, فيذهب بذلك شيء كثير, فالمنازعة حجاب يرخى على القلوب فيحول بينها و بين ما ينفعها من العلم. 

لكنّ طالب العلم يرفع هذا الحجاب عن قلبه مريدًا الانتفاع من معلميه, فإذا عرض له شيء أشكل عليه يعرِض هذا الإشكال بعبارة مؤدبة.

 و لذلك تجد النّبي صلّى الله عليه و سلّم يُسأل تارة ثم يُعرِض عن السّائل و يُسأل تارة و يقول و إن رغِم أنف أبي الدّرداء رضي الله عنه. و يُسأل صلّى الله عليه و سلم تارة ثمّ يَزجُر السائل, وكلّ ذلك إصلاحاً للسّائل فيما سأل عنه" انتهى كلامه بتصرف.

و قال الشيخ صالح الفوزان بعد أن سُئل عن مّن يتتبع عثرات العلماء و ينتقص من قدرهم بل ويغلّطونهم حتى:"  طالب العلم يقبل على طلب العلم ولا يهمّه القيل والقال مهما كان حتى في العوام. لا تشغل نفسك بالعوام وتنتقصهم , فكيف بالعلماء ؟ العلماء لهم مكانة ولهم فضل فيجب أن يُحْتَرَموا حتّى لو أخطأ أحد منهم ليس هناك معصوم إلا الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنت لا تتلمس أخطاء العلماء وتشتغل بها وتترك طلب العلم ولا تتعلّمون على فلان لا تأخذوا من فلان ,لا هذا ما يصلح أبدا علينا أن نّتبع العلم ونأخذ العلم عن أهله. ما دام العلماء موجودون فإنّنا نغتنم هذه الفرصة ولا نشغل أنفسنا بالاشتغال  بتتبع الأخطاء وننسى أنّ لنا أخطاء. 

 كيف نشتغل بأخطاء الناس ونغفل عن أخطاء أنفسنا؟ هذه خصلة ذميمة, وهذه شغلت طلبة العلم وشغلت الشباب. وأوقدت في قلوبهم الحقد والبغض على بعضهم البعض. أيضا أبغضوا أهل العلم كلّه بسبب هذه الوشايات وهذه الأمور التي لا فائدة منها. " انتهى كلامه بتصرف.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

2

followings

2

مقالات مشابة