فضل "لا حول ولا قوة إلا بالله" لفك الكروب

فضل "لا حول ولا قوة إلا بالله" لفك الكروب

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

يواجه الإنسان في حياته الكثير من الشدائد والابتلاءات التي تضعف قوته وتجعله يشعر بالعجز أمام ضغوط الدنيا. وفي هذه اللحظات يحتاج إلى ملجأ قوي يمده بالسكينة والراحة، ولن يجد أفضل من ذكر الله تعالى. ومن أعظم الأذكار التي أوصى بها النبي ﷺ "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فهي ذكر جامع لمعاني التوحيد والتفويض واليقين بأن الأمور كلها بيد الله وحده.

معنى لا حول ولا قوة إلا بالله

هذا الذكر الشريف يعني: لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولا قدرة له على فعل أي أمر من أمور الدنيا أو الدين إلا بعون الله. فالعبد لا يستطيع أن يقاوم معصية إلا بتوفيق الله، ولا يتمكن من أداء الطاعة إلا بتيسير منه سبحانه. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى:

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].

فالآية الكريمة تفتح باب الأمل للمؤمن، وتبين أن الفرج بيد الله وحده، وأن من اتقى الله وأكثر من ذكره جعل الله له مخرجًا من الضيق والكرب.

فضلها في السنة النبوية

وردت أحاديث كثيرة تبين فضل "لا حول ولا قوة إلا بالله"، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله ﷺ:
"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله" [متفق عليه].

فالنبي ﷺ وصفها بأنها كنز من كنوز الجنة، والكنز هو الشيء الثمين والنفيس الذي يدخره الإنسان. ومن هنا ندرك أن هذا الذكر ليس مجرد كلمات، بل عبادة عظيمة تُثقل ميزان الحسنات وتفتح أبواب الجنة.

وفي حديث آخر قال رسول الله ﷺ:
"أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة" [رواه أحمد].

وهذا تأكيد على أن المسلم ينبغي أن يكررها في يومه وليله، ليزداد قربًا من الله وليحصل على ثوابها العظيم.

أثرها في تفريج الكرب والهموم

من يداوم على قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" يجد في قلبه راحة وسكينة، لأن هذا الذكر يذكره أن قوته مهما عظمت فهي محدودة، وأن الله هو القادر على إزالة البلاء وجلب الفرج. وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله:
"لا حول ولا قوة إلا بالله بها تحمل الأثقال، وتقتحم الجبال، ويُنال بها رضا الرحمن".

أي أنها سبب لتجاوز الصعاب ورفع الهموم الثقيلة التي تثقل كاهل الإنسان.

image about فضل
"رجل مسلم يرفع يديه بالدعاء تحت نور الشمس تعبيرًا عن الأمل وفك الكرب"

أقوال العلماء والسلف

قال الإمام النووي رحمه الله: "هذا الذكر استسلام وتفويض كامل لله، واعتراف بالعجز عن الاستقلال بأي فعل من دون معونة الله".

وقال ابن القيم رحمه الله: "لا حول ولا قوة إلا بالله لها تأثير عجيب في دفع الكروب، وتحمل المشاق، ونيل المطالب".

وكان السلف الصالح يرون فيها ملجأً عظيمًا عند الأزمات، فيكررونها بثقة ويقين، فيرون أثرها في تيسير الأمور.

متى يُستحب قولها؟

عند سماع ما يكره أو عند نزول البلاء.

عند مواجهة هم أو مشكلة كبيرة.

في الصلاة بعد الانتقال من ركن إلى آخر.

في الأذكار اليومية صباحًا ومساءً.

عند الشعور بالضعف أو العجز عن فعل الخير أو مقاومة المعصية.

فوائدها العظيمة

تفريج الكرب والهموم.

تقوية التوكل على الله.

نيل رضا الله ومحبته.

سكينة القلب وطمأنينة النفس.

عون على الطاعات.

حماية من المعاصي.

كنز من كنوز الجنة.

تذكير دائم بعظمة الله وضعف العبد.

سبب في تيسير الأمور الصعبة.

مضاعفة الحسنات ورفعة الدرجات.

خلاصة

إن "لا حول ولا قوة إلا بالله" ليست مجرد كلمات تقال باللسان، بل هي عبادة عظيمة تحمل معاني الإيمان العميق والتسليم لله. فهي مفتاح للفرج، ودواء للكرب، وسلاح للمؤمن في مواجهة صعوبات الحياة. ومن يجعلها جزءًا من حياته اليومية، يرى أثرها في سكينته وطمأنينته، وينال بفضلها الأجر العظيم في الدنيا والآخرة. فلنحرص جميعًا على ترديدها والإكثار منها، فهي من أعظم الأذكار التي تُقربنا من الله وتفتح لنا أبواب الرحمة والرضا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed elnagar Pro
حقق

$0.12

هذا الإسبوع
المقالات

165

متابعهم

50

متابعهم

0

مقالات مشابة
-