تفسير الآية 196: ١٩٩  من سورة البقرة

تفسير الآية 196: ١٩٩ من سورة البقرة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

 

image about تفسير الآية 196: ١٩٩  من سورة البقرة

 

 

 

https://youtu.be/KM0TY554tJM?si=ElOVR5xvb1lDBEjX

 

 

https://youtu.be/WsX0fwSMEXg?si=HfAsLsl3P9X_3D7i

 

https://youtu.be/Z2qzdaDJPhU?si=4VnU7UyM1WygPk1j

 

سورة البقرة آية ١٩٦  : ١٩٩ 

{{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس واستغفروا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ (١٩٩)  } 

 

 

تفسير الآية 196 : ١٩٩ من سورة البقرة

 

تفسير الآية 196 من سورة البقرة

يريد الله تعالى من حج أو اعتمر أن يتم الحج والعمرة كما أمر الله من غير نقص ولا زيادة، والقاسم المشترك بين الحج والعمرة أنهما مناسك وعبادات، والفرق أن الحج له وقت محدد ويجب فيه الوقوف بعرفة، أما العمرة فليس لها وقت ولا وقوف بعرفة.

ويجب أن يكون نية الحج لله وليس لغيره، لا أن يقول (حج فلان)، أو أن يشتري بضاعة رخيصة ويبيعها بأعلى من ثمنها بعد الرجوع.

 (إذا منعك القدر من الحج) أن يعترض الإنسان فجأةً قضاءً، كمرض أو حادث، أو منع بسبب سياسي مثلاً، أو أمر أمني لتأمين المكان مثلاً، كما حوصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، وقيل له لا تدخل مكة ذلك العام. ففي ذلك ييسر الله تعالى على عباده ويأمر بذبح الهدية إخلاصاً لله وكفارة عما مضى، فيصل الهدي إلى محله المحدد وبعد أن يطمئن إلى وصوله وذبحه يحلق رأسه.

أما إذا كان الحاج به جرح في رأسه أو مريض فلا بأس بحلق رأسه والكفارة إما أن يصوم ثلاثة أيام أو يتصدق بإطعام ستة مساكين أو يذبح أضحية وهي ذبح شاة.  ومن تمتع بالعمرة والحج فعليه أن يذبح ما تيسر من الهدي.

فإن كان الحصول على الهدي سهلاً سواء لسهولة دفع ثمنه أو لسهولة شرائه أو لأي سبب كان تعسر ذبح الهدي. والهدي هو كل ما ذبح وأهدي للمسجد الحرام. ومن لم يجده فعليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع.

وهذا لمن ليس من أهل وساكني المسجد الحرام فهم متميزون في هذا. وبعد كل هذا التيسير على الحجاج فعليهم أن يتقوا الله لأن كثيراً منهم ينفقون أموالهم في الأسواق وعندما يحتاجون إلى ذبح الهدي تنفد أموالهم وهذا إسراف في غير محله.  فالأولى به أن يكمل مناسك الحج كاملة حتى لا ينفد ماله الذي يكفر به عن نفسه بالإطعام أو الذبح، لأن ذلك من قلة تقواهم لله، ولذلك شدد الله عليهم العذاب.

 

تفسير الآية ١٩٧ من سورة البقرة 

في الآية السابقة تحدثت عن الحج والعمرة، ثم جاءت هذه الآية وتحدثت عن الحج، والفرق بين الحج والعمرة هو الوقوف بعرفة ورمي الجمرات.

كلمة (عرفة) اسم مكان، ولكن سبب تسميتها محل نزاع: قيل:

لأن آدم نزل في مكان وحواء نزلت في مكان آخر، وظل كل منهما يبحث عن الآخر، فأراد الله أن يشتاق آدم وحواء إلى بعضهما البعض، ففرق بينهما

حتى التقيا في هذا المكان، سمي (عرفة)، وبعد فراق طويل كان هناك شوق إلى اللقاء، وبعد اللقاء تأتي المودة والرحمة والألفة والسكينة، وهو ما تقتضيه الحياة بين الزوجين.

وهناك قول آخر بأن الملائكة قالوا لسيدنا آدم وهو في ذلك المكان: اعرف ذنبك وتب إلى ربك.  قال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]. وبذلك اعترف بخطئه وعرف كيف يتوب.

وكذلك قول آخر أراد الله تعالى أن يعلم إبراهيم عليه السلام

أن رؤيا الأنبياء حق وعلم أنه لابد أن ينفذ ما رآه في الحلم، فنفذ بالفعل ما رآه في الحلم من أنه سيذبح ابنه، فكان المكان الذي عرف فيه صدق الرؤيا يسمى عرفات.

 قول آخر

ولما ظهر لإبراهيم إبليس رجمه في المرة الأولى سبع مرات، ثم عاد إليه مرة أخرى فرجمه سبع مرات، ثم جاءه في المرة الثالثة فرجمه سبع مرات، وبعد ذلك لم يأت إليه مرة ثانية، فركض إبراهيم خوفاً أن يتبعه، ولهذا سمي المكان مزدلفة، والمزدلف هو المسرع، ويسمى (المجتاز)، أي أنه  اجتاز اى مر بمزدلفة، وكان قد علم بالأمر في عرفات.

قول آخر 

هو أن جبريل علم بالمناسك في هذا المكان، فقال له: هل علمت؟ فقال إبراهيم: (أعلم). 

قول آخر 

هو  أن الإنسان يعرف ربه فيه عند نهاية ما كتب له من الأركان، فكل منا يعرف الأركان: هذا علِم، وهذا علم، وثالث، ورابع، وهكذا، فكلنا: عرفات، ويصبح المكان عبودية لله. وقد اشترك فيه كل الحجاج.

ثم نأتي إلى تفسير  

والآية تبين أن العرب قبل الإسلام كانوا يعرفون أشهر الحج وكل ما يتعلق به، والآية موجهة لمن ينوي الحج الذي فرضه الله عليه في الوقت المحدد له، باختيار موسم الحج ونية الحج فيه 

فإن الإنسان قد فرض على نفسه الحج لهذا الموسم الذي اختاره، وقد حرم الله تعالى على الزوجين اللذين يؤديان مناسك الحج الجماع، ومقدماته الخاصة بين الزوجين، إلا أنه يجوز إلا في الحج قبل الوقوف بعرفة، وحرم الله تعالى الفحشاء في الحج، أما الفحشاء فهي محرمة في الحج وخارج الحج على كافة الناس، لكن الله تعالى يأمر المسلم أن يزيد من تمسكه بالآداب والأخلاق والحياء في بيت الله، لأنه لا يليق به أن يرتكب معصية في بيت الله.  لقد حرم الله الجدال في الحج، وهو جائز خارج الحج، إلا أن يؤدي هذا الجدال إلى سوء الأدب في الحوار، ولكن يجب على الحاج أن يكون أكثر حذراً من مثل هذا الجدال

 حتى لو لم يؤدي إلى سوء الأدب من الطرفين. فالله تعالى يأمر الحجاج بتعظيم بيت الله الحرام، والانشغال بذكر الله وطاعته فيما أمر به في أداء المناسك، واجتناب ما نهى الله عنه في أداء المناسك. ويطمئن الله عباده أنهم إذا فعلوا ما أمر الله به واجتنبوا ما نهى الله عنه فإن الله يعلم ذلك، ويأمرهم بالإكثار من الأعمال الصالحة، والإحسان في تقوى الله تعالى. وتقوى الله تعالى هي وقاية من غضب الله تعالى بفعل كل ما يرضي الله وما أمر الله به من الخير واجتناب ما نهى الله عنه، وهؤلاء هم أهل الألباب، أي أهل العقول المستنيرة.

تفسير الآية ١٩٨ : ١٩٩ من سورة البقرة

يأمر الله تعالى الحجاج بذكر الله لأن الله سهّل عليهم هذه الرحلة الشاقة، وجاء بهم وهم جهال مليئون بالذنوب والمعاصي، قاصدين بيت الله الحرام، فيرجعون مغفوراً لهم، وهذا أمر يستحق أن يذكر بالشكر والتقدير

 لأنه هداهم وعلمهم طريق الخير، فهي تحية من الله لخلقه، ولا بد من رد التحية، فكما هداهم فاذكروه، كنتم تكثرون من الحج في الجاهلية، وكنتم تحجون على ضلالة، والآن تحجون على هدى، قال بعض المفسرين: المراد بكلمة الناس في الآية إبراهيم نفسه، لأن الله وصف إبراهيم بأنه أمة، أي أنه كل الناس، وشرع لسيدنا إبراهيم عليه السلام جميع مناسك الحج بعد أن علمه الله إياها، ثم بين لنا الله أن هناك من لم يفعل  يقفون في عرفات بحجة أنهم بجوار البيت الحرام، فأراد الله تعالى أن يعاملهم بالمثل ويأمرهم أن يفعلوا كما فعل الناس، وهو أن يقفوا في عرفات ويبيتوا في عرفات كما يفعل الناس، والله تعالى يعلم بني آدم العدل والرحمة، ويجب عليهم أن يحترموا حقوق الله تعالى لأنه خالقهم ولأن الله تعالى يعلم أن الناس قد يفتنون، فأمرهم في حكمته التامة أن يستغفروه ليغفر لهم ذنوبهم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
وفاء عبد المعبود Vip تقييم 5 من 5.
المقالات

67

متابعهم

53

متابعهم

73

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.