تفسير الآية ٢١٦ : ٢٢٠ من سورة البقرة

https://youtu.be/B2RUu6ElEhQ?si=nhOiaTX5f_M6NN0F
https://youtu.be/jeRLjPomTYY?si=v8Rl8TZIg7eWm53L
https://youtu.be/eFPWA9OAicA?si=7yUDyejQzYeW3_AK
https://youtu.be/edIWNWdS1LY?si=DFObf3B-xp-xtvG9
سورة البقرة آية ٢١٦ : ٢٢٠
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)}
تفسير الآية ٢١٦ : ٢٢٠ من سورة البقرة
تفسير الآية ٢١٦ من سورة البقرة
الآيات تتحدث عن الجهاد في سبيل الله
الآية توضح لنا أن الله تعالى فرض على المؤمن القتال في سبيل الله تعالى، وقبل أن نستكمل تفسير الآية يجب أن نوضح أمراً مهماً حتى نستطيع الرد على من ظلم المسلمين، وهو أن الإسلام انتشر بالسيف أو بالقتال، ويجب أن نعلم أن القتال في سبيل الله يأتي دفاعاً عن النفس ودفاعاً عن الدين لأن المؤمن يريد نشر الدين الذي يدعو إلى توحيد الله تعالى، ولأن نشر الدين هو الذي يحكم المجتمع ويضبط سلوكه، فيجب علينا توحيد الله لأن من حق الله على العباد أن يؤمنوا بالله لأنه خالقهم، فمن تصدى لنشر دين الله واعتدى على المؤمنين فقد أعطى الله المؤمن الحق في الرد على هذا العدوان والقتال في سبيل نصرة الدين والدفاع عن النفس
ودائماً نجد الكافر هو أول من يبدأ بالعدوان، لذلك أراد الله للمؤمن أن يدافع عن نفسه وعن دينه،
فقد كان الكفار يعذبون المؤمنين الذين أسلموا حتى يرتدوا عن دينهم، حتى أن الذين لم يعذبوا المؤمنين كانوا يشككون المؤمنين في توحيد الله والإسلام وأوامر الله ورسوله، فمن رحمة الله أن أعطى المؤمن الحق في الدفاع عن نفسه ودينه، وهذا التوضيح حتى نعلم أن الإسلام رحمة وليس حرباً، وليس من يدافع عن نفسه ودينه هو الذي يبدأ بالعدوان، الكافر هو الذي يبدأ بالتعذيب ويشكك في الدين. ثم نأتي إلى تفسير الآية الكريمة، حيث يخبر الله تعالى المؤمن أن هذا القتال من رحمة الله بالمؤمنين، وأنه ليس كل ما يكرهه الإنسان شر، وليس كل ما يحبه الإنسان خير، فنجد أن كثيراً من الأشياء التي نحبها تجلب الشر، وكثيراً من الأشياء التي نكرهها تجلب الخير، لأن الله تعالى يعلم الشر ويعلم الخير. ومن الأمور التي لا يحبها المؤمن القتال، لأنه صعب ومتعب على المؤمن لأنه يعرض نفسه للقتل، ولكن الله تعالى من رحمته يخبر المؤمن أن هذا القتال وإن كان صعباً ومتعباً ومكروهاً لك فهو حسن، لأن من مات في سبيل الله نال الشهادة عند الله والجنة التي وعد الله المؤمنين بها، ولذلك إذا كره المؤمن القتال لأنه عبء عليه فإنه يقبله محبة لأنه يدخل المؤمن الجنة، لأن من مات دخل الجنة، ومن عاش نال ثواب الجهاد والنصر لدين الله.
تفسير الآية 217 من سورة البقرة
سبب نزول الآية
نزلت هذه الآية قبل آيات دفع العدوان بالعدوان، وهو أن المشركين استغلوا نهى الله المؤمنين عن القتال في الأشهر الحرم وفي المسجد الحرام، فكانوا يعذبون ويقاتلون المؤمنين في الأشهر الحرم وفي المسجد الحرام. ومن رحمة الله أن شرع للمؤمنين أن يردوا العدوان بالعدوان إذا اعتدى عليهم المشركون، فلا بد للمؤمنين أن يردوا العدوان دفاعاً عن أنفسهم ودينهم. وهذه الآية كانت بسبب قتال المسلمين في أحد الأشهر الحرم، حيث اعتدى المشركون على المؤمنين، ولكن انتهى ذلك بقتال أحد المشركين في شهر رجب، ولم يكن المؤمنون يعلمون أنه أول رجب، فظنوا أنهم في آخر جمادى.
وكما قلت في بداية التفسير فإن هذه الآية كانت قبل آية دفع العدوان، فلم يكن يجوز في ذلك الوقت للمسلم أن يقاتل في الأشهر الحرم حتى لو اعتدى عليه مشرك.ولتوضِيح ذلك أذكر لكم الحادثة التي كانت سبب نزول الآية، فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرايا لاستطلاع قريش، وكانوا ثمانية من المجاهدين في سبيل الله، وعلى رأسهم عبد الله بن جحش، فأعطاه كتاباً وأمره أن يفتحه بعد يومين، وبعد يومين قرأ ما في الكتاب
وكان فى الكتاب : انطلق إلى بطن نخلة ولا تكره أحداً على الذهاب معك، وترك لهم حرية الذهاب إن شاءوا أو أبوا، فقالوا جميعاً: سمعنا وأطعنا. ولكن في الطريق ضلت عير سعد بن أبي وقاص وعقبة بن غزوان، فذهبا يبحثان عنهما، وبقي ستة مع عبد الله
وذهبوا إلى بطن نخلة فوجدوا عمرو بن الحضرمي ومعه ثلاثة منهم، فهجم عليهم عمرو بن الحضرمي ودخل في معركة مع المسلمين، مما أدى إلى قتل المسلمين عمرو بن الحضرمي وأسر اثنين ممن معه، ونجا واحد. وكان هذا اليوم يظنه المسلمون آخر أيام جمادى الآخرة، ولكن تبين لهم فيما بعد أنه أول رجب، ومعلوم أن رجب من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، وقد حرم الله القتال في الأشهر الحرم وفي المسجد الحرام حتى لو هجم المشركون، لأنه كما قلت في بداية تفسير الآية فإن هذا الحدث جاء قبل نزول آية رد العدوان بالعدوان، وكان القتال محرماً حتى لو هجم المشركون أولاً. وأما من فر منهم فقد أخبر المشركين بما جرى، وفي هذا الحدث نزلت هذه الآية للرد على المشركين الذين استغلوا هذا الخطأ في توقيت القتال، حيث ظن المسلمون أن هذا اليوم هو آخر جمادى وليس أول رجب
واعتبر المشركون قتال المسلمين انتهاكاً لحرمة شهر رجب، فقالوا: إن محمداً يزعم أنه يحترم الأشهر الحرم، وهو الذي قاتل في رجب، وهو من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم الدية للمشركين، وامتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغنائم والأسرى وانتظر حتى يقضي الله أمره.
نزلت هذه الآية، وهي حكم السماء بهذا القول الحكيم من الله، أن يرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: إن القتال في الشهر الحرام أمر عظيم، ولكن انظروا يا كفار قريش إلى ما فعلتم بعباد الله، وقارنوا عظمة هذا بعظمة ذاك، تقولون: إن القتال في الأشهر الحرم أمر عظيم، ولكن صدّهم عن سبيل الله وكفرهم به، وصدّ المسلمين عن المسجد الحرام، وإخراج أهل مكة منه أعظم عند الله من القتال في الشهر الحرام، والفتنة أعظم من القتل، فإنكم كنتم تعذبون المؤمنين حتى يرتدوا عن الإسلام. ويزيد الله عزيمة المؤمنين على الثبات على موقفهم، وليعلموا أن ما فعله الكافرون أشد وأنه ظلم أعظم، وجرم ارتكبه الكافر، ويخبرهم أنهم سوف يصرون ويقَاتلونكم حتى ترتَدوا عن الإسلام إن استطاعوا، وكلمة إن استطاعوا تدل على تحدي من الله لهم أنهم لن يستطيعوا، فَيحذر الله المؤمنين حتى يثبتوا على إيمانهم ويقوي عزيمتهم ويعلموا أن من ارتدع منهم عن دينه فكل أعماله كأنها لم تكن، ولو كانت صالحة، لأنها ليست لله ما دام كافراً، أي يخسر ما عمل، ومهما عمل من أعمال فلا يجزى عليها وهو كافر، أي لا ينتفع بها في الدنيا ولا يجزى عليها في الآخرة، ويدخل النار كأنه صاحبها.
تفسير الآية 218 من سورة البقرة
تبين لنا الآية أن المؤمنين مخلصون في كل أعمالهم، أي أن نيتهم في كل عمل تكون خالصة لله تعالى، فهؤلاء المؤمنون سواء كانوا من الذين خرجوا من ديارهم للدفاع عن رسول الله، واتباعه، والجهاد في سبيل الله، أو من المؤمنين الذين لم يستطيعوا الجهاد في سبيل الله، كلهم على طريق الله تعالى، يفعلون ما أمر الله به، ويتجنبون ما نهى الله عنه، ويتبعون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع كل هذا فهم يرجون رحمة الله ومغفرته، لأن الأعمال تقربهم إلى الله، برضوان الله ورحمته ومغفرته. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دخول الجنة ليس بالأعمال وحدها، بل بفضل الله ورحمته ومغفرته. والمؤمن يوجه أعماله بنية خالصة لله، راجياً القبول والمغفرة والرحمة، وكل ذلك بفضل الله.
تفسير الآية 219 من سورة البقرة
يخبر الله تعالى رسوله الكريم أنهم سيسألون عن أشياء كثيرة، وقد ذكرت الآية من بينها الخمر والميسر والإنفاق، وأخبر الله تعالى رسوله الكريم كيف يجيبهم، بأن الخمر والميسر معصية وأن الإثم فيهما أعظم من نفع الخمر والميسر. أما الخمر فإن بداية الحكم في أمر الخمر أن مسلماً شرب الخمر قبل تحريمها تحريماً مطلقاً، وجاء يصلي، وقرأ السورة في الصلاة قراءة خاطئة، فجاءت آية لتبين للمسلمين أنه لا ينبغي لهم أن يقربوا الصلاة وهم سكارى، أي لا ينبغي لهم أن يشربوا الخمر وهم على وشك الصلاة. ثم جاءت الآية الأخيرة بتحريم الخمر. وفي هذا تدريب لمن اعتاد الخمر على عدم الاقتراب منها ولو كان فيها منفعة، لأن إثمها أي ذنبها أعظم من نفعها. كانوا ينسون همومهم بفقدان عقولهم نتيجة شرب الخمر
ولكن الهموم لا بد من مواجهتها بحل المشاكل وليس بنسيانها، لأنهم ما إن يستيقظوا حتى يجدوا أنفسهم أمام نفس المشاكل، بل وتزداد لأنهم بدلاً من حلها كانوا يهربون من مشاكلهم بشرب الخمر، مما يجعلك تفقد عقلك، أما تحريم القمار، فمع أن لذته كسب المال، إلا أن إثمه أعظم من نفعه، فالقمار في صورته البسيطة يتمثل في شخصين يجلسان أمام بعضهما، كل منهما حريص على أخذ ما في جيب الآخر، فأي أخوة أو صداقة تبقى بين هؤلاء؟ ومن الغريب أن نرى من يلعبون القمار في صورة أصدقاء، كل منهم حريص على لقاء الآخر، والغرابة الأعظم هي الخداع والسرقة بين من اعتادوا القمار. في هذه الآية التي نتأملها جمع الله بين الخمر والميسر، وأراد تعالى أن يحمي الناس من الغفلة
ثم تنتقل الآية إلى سؤال آخر وهو الإنفاق، فَماذا ينفقون؟ فكان الجواب: (العفو)، والمقصود بالجواب أن العفو هو كل ما زاد عن الحاجة، ينفق ويتصدق بنية خالصة لله تعالى، والإنفاق يؤدي إلى المودة والرحمة بين الناس، وأعظم ما يقدمه الناس لبعضهم البعض هو العفو والتسامح، لأن الإنفاق والتصدق بالمال وكل ما زاد عن حاجة الإنسان، حتى نعمة العفو، وهي التسامح بين الناس، كل ذلك يحقق المودة والرحمة بين الناس ويحقق الرخاء في المجتمع ويعمر الأرض بالخير، وكل هذا يحبه الله تعالى لأن هذا يؤدي إلى إعمار الأرض بالخير، وهذه الآيات لنا للتأمل والتدبر والعمل بها
تفسير الآية 220 من سورة البقرة
تبين لنا الآية أن الجزاء ليس في الدنيا فقط، بل الجزاء في الدنيا والآخرة، والله يريد منا أن لا ننظر إلى ظاهر الأمور، فلا ينبغي لنا أن نغر بزينة الدنيا عن الآخرة
لأن الحياة الدنيا قصيرة، ولابد أن نقيس الحياة الدنيا بأعمارنا فيها، وأعمارنا فيها قصيرة، فمنا من يموت شيخاً ومنا من يموت شاباً، والمؤمن يفعل ما أمر الله به من الخير ويتجنب ما نهى الله عنه من الشر، وهذا هو خوف الله، بجعل تنفيذ أوامر الله وقاية من عقاب الله في الآخرة، هذه هي الدنيا التي نعمل فيها ما يرضي الله، وهي دار العمل التي تؤهل المؤمن للآخرة في جنة الخلد، ثم أكملت الآيات الأسئلة التي طرحها المؤمنون.
وفي الآيات السابقة سألوا عن الخمر والميسر والإنفاق، والآيات تكمل أسئلة المؤمنين، وهي أن المؤمنين يسألون رسول الله عن الأيتام، ومن رحمة الله بنا أن يأمرنا بالإحسان إلى بعضنا والرحمة ببعضنا، فمن لا يقدر منا على شيء أحسن إليه، ومن يقدر على شيء أي الغني يتصدق على الفقير بماله، ومن له صحة يحسن إلى المريض بصحته ويسد حاجته، ومن يؤتيه الله علماً يعلم من يحتاج إليه، وهكذا
ومن رحمة الله بنا أن أمرنا الله تعالى برعاية الأيتام، واليتيم هو من مات أبوه قبل بلوغه سن الرشد. يجب أن يجد اليتيم: كل المؤمنين آباء له، فيشعر بتعويض حنان الأب، وأن من مات أبوه فقد وُكِّل إليه وصياً على ماله وتربيته، يجب أن يكون أخاً له ويرعاه كأنه ابنه، ويجب أن يخلط مال اليتيم بماله خلطاً حكيماً، أي يحفظ ماله حتى يكبر، حتى إذا بلغ سن الرشد أعطاه ماله. وهذا من الإصلاح، لأن الله يحاسب الوصي على مال اليتيم، ولأن بعض الناس صالحون، وإذا أراد الله أن يكونوا أوصياء على اليتيم
نجد أن بعضهم يتقي الله في اليتيم ويحفظ ماله ويحسن تربيته، وكل هذا إصلاح لهم وخير. وبعض الناس فاسدون لا يخافون الله تعالى ويأخذون مال اليتيم بالباطل، وشبه الله هؤلاء كأنهم أكلوا في بطونهم ناراً، لأن الله يخبر الناس أنه يعلم المفسد من المصلح، والآية تدل على أنه لو لم يأذن الله لكم بالاختلاط بهم للحق أولياء المؤمنين على الأيتام مشقة وعذاب، ولكن الله تعالى يسر على أولياء المؤمنين فأمرهم الله بالاختلاط باليتامى،
ومعنى الاختلاط أن يكون من أهله كأنه أخ أو ابن، لأنهم قبل نزول الآية لم يختلطوا بهم، وكانت كل أدوات اليتيم من طعام وملبس منفصلة، وهذا أدى إلى ضرر وشقاء للولي وكذلك ضرر وشقاء لليتيم، ولولا أن الله أمر بالاختلاط للحق الولي واليتيم بالأذى والشقاء. .