أنواع التوحيد وأنواع الشرك الأكبر والشرك الأصغر

أنواع التوحيد وأنواع الشرك الأكبر والشرك الأصغر

0 المراجعات

 بسم الله الرحمن الرحيم

أنواع التوحيد وأنواع الشرك الأكبر والشرك الأصغر

المقدمة

      -إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

   أما بعد:

    اعلم -رحمك الله تعالى-أنّ الله عز وجل ما خلق الخلق إلا لعبادته وحده لا شريك له، كما قال الله تعالى-:{وَمَا خَلَقْتُ اَلِجْنَّ وَاَلْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56].

      والعبادة هي حق الله سبحانه على العباد كما جاء من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد بحق العباد على الله" قلت: الله ورسوله أعلم قال:" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا ". رواه البخاري ومسلم.

    ويجب تحقيق التوحيد وإفراده جل وعلا بالعبادة وحده لا شريك له من الدعاء والخوف والرجاء والرهبة والرغبة والركوع والسجود والذبح والنذر وغير ذلك كما قال الله تعالى -:{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }[الأنعام:163،162]. وقد جاءت في كل هذه العبادات أدلة من القرآن والسنة.

      وقال الله تعالى -:{  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:21].و قال تعالى -:{  وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ }[النساء:36]. وغيرها من الآيات.

  •     تعريف التوحيد:
  •  التوحيد في اللغة: من وحد يوحد توحيدًا جعله واحدًا وهو يدل على الإفراد.
  • التوحيد في الاصطلاح: هو إفراد الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له.

 وتوحيد العبادة هو إفراد الله عز وجل بأفعال العباد وهو نوع من أنواع التوحيد الثلاثة الذي هو توحيد الألوهية فإن التوحيد على ثلاثة أقسام:

  • أقسام التوحيد:
     
  •   القسم الأول: توحيد الربوبية.
  •  القسم الثاني: توحيد الأسماء والصفات.
  •  القسم الثالث: توحيد الألوهية.

   القسم الأول: فتوحيد الربوبية: هو اعتقاد أن الله سبحانه هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت والنافع الضار المعطي المانع، كما قال الله تعالى-:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}[يونس:31].

      قال تعالى-:{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[المؤمنون:88،87،86،86،85،84].

      قال تعالى-:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}[العنكبوت:61].قال بعض السلف: لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله وهم مع ذلك يعبدون غيره.

       وهذا التوحيد قد أقر به المشركون لكن لم ينفعهم لا في الدنيا ولا في الآخرة فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم واستحل دماءهم وأموالهم وهذا هلاك في الدنيا وفي الآخرة هم في النار خالدين أبد الآبدين.

     لأن من حقق توحيد الربوبية وعبد مع الله تعالى غيره فهو مشرك كافر خارج عن دين الإسلام.

 القسم الثاني: توحيد الأسماء والصفات فيجب الإيمان بأسماء والله وصفاته فنبتث لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما قال الله تعالى-:{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:4].
 

    وقال تعالى-:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:65]. وقال تعالى-:{  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11].فالله سبحانه ليس مثله شيء ولا شبيه له ولا نظير  لا ندا له وليس له مكافئا ولا مساويا ولا عدلا.

 معنى: لا إله إلا الله:

     وتوحيد الألوهية: وهو إفراد الله تعالى بالعبادة واعتقاد أن الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وأن عبادة ما سواه باطلة وهو معنى : "لا إله إلا الله" فمعناها: النفي والإثبات فلا "إله" نفي الإلهية عما سوى الله تعالى و"إلا الله" إثباتها لله وحده لا شريك له.

  • أنواع العبادة:

     -ويجب إفراد الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له.

      وأنواع العبادة كثيره منها الدعاء:

  • الدعاء:

     وهو من أجل العبادات وأفضل العبادات القربات التي يحبها الله عز وجل كما قال الله تعالى -:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر:60].

      قال الله تعالى -:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف:55]. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ" هذا هو اللفط الصحيح أما لفظ: "الدعاء مخ العبادة". فهو حديث ضعيف.

  •  الرجاء:

    ومنها: الرجاء. ومن أنواع العبادة الرجاء وهو عمل قلبي وعبادة قلبية وهو أن يعمل الصالحات من فعل الأوامر وترك النواهي ويرجو الله سبحانه أن يتقبل منه عمله فهذا هو الرجاء النافع ويجب إخلاصه لله سبحانه ولا يجوز صرفه لغير الله تعالى كمن يرجو صاحب قبر أو وليًّا ان يفرج عليه غما أو ويكشف عنه كربًا فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله تعالى الشرك الأكبر.

    قال الله تعالى-:{  فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف:110]. والرجاء عبادة يجب إخلاصه لله عز وجل.

  •   الرغبة والرهبة:

     ومن أنواع التوحيد الرغبة والرهبة هو أن يرغب الى الله سبحانه في مغفرته ورحمته وعطائه وإكرامه وعفوه ولطفه وأن يدخله الجنة هذه الرغبة وأن يرهب من الله عز وجل ومن غضبه وعقابه وسخطه وأن يدخله النار هذه الرهبة، وأخبر الله تعالى عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام-:{  إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء:90].

     والرغبة والرهبة يجب إخلاصها لله عز وجل فلا يرغب إلا إلى الله سبحانه ولا يرهب إلا من الله عز وجل فمن رغب أو رهب إلى ولي أو صالح أو ميت في أمر لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فقد أشرك بالله تعالى شركا أكبر.

  •   عبادة الخوف:

      وأيضا: من أنواع التوحيد وهو أيضا: من عبادات القلبية الجليلة، الخوف من الله عز وجل و الخوف من أجل العبادات القلبية، كما قال الله تعالى-:{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[ آل عمران :175].

     ويجب إخلاص الخوف لله عز وجل فلا يخاف إلا من الله عز وجل ولا يخاف من الأولياء والصالحين خوف السر فبعض الناس يخاف من الأولياء خوف السر فيخشى أن يحلف بالوليِّ كاذبًا ويحْلفُ بالله كاذبًا!  يخاف أن ينتقم منه الوليّ وفي اعتقاده أن الولي أغير وأقدر من الله تعالى في عقابه وانتقامه فهذا من الشرك الأكبر.

  •  الخوف من الجن:

      وأيضًا: لا يخاف من الجن خوفا يظن أنهم يؤذونه ولهم قدرة عليه خارقة لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فينقاد لهم ويتقرب لهم بذبح أو غير ذلك فهذا من الشرك الأكبر، كما قال الله تعالى-:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}[الجن:6].

       والخوف من الله عز وجل وحده يورث صلاح القلب وصلاح الجوارح وهذا من تحقيق التوحيد ومن عبادات التي يحبها الله عز وجل.

  •  الخشوع والخشية:

    ومن أنواع العبادة الخشية. والخشوع والخشية عبادة قلبية وهي خوف مقرون بالعلم والتعظيم ولا تنبغي الخشية إلا من الله سبحانه فيخاف الله عز وجل مع تعظيمه على ما يليق بجلاله وعظمته.

     قال الله تعالى -:{فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}[البقرة:150].  وقال تعالى-:{  إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:28]. وقال تعالى--:{  إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء:90].

       فلا يجوز صرف الخشية لغير الله عز وجل كمن يخشى الأولياء أو الصالحين أن يصيبوه بضر أو انتقام إذا خالف ما يليق لهم من التعظيم -بزعمهم-وإذا كان عند قبرهم خشع وخاف خوفًا معظمًا لهم فهذا قد أشرك بالله تعالى شركا أكبر وصرف ما يليق بالله سبحانه وتعالى من الخشوع والخشية لمن لا يستحق من ذلك شيئا.

  •  الركوع والسجود لله تعالى:

        وأيضا: من العبادات التي يحبها الله عز وجل الركوع والسجود ولا يكون الركوع والسجود الا بالصلاة لله تعالى والصلاة أعظم الأركان الاسلام بعد الشهادتين وهي الصلة بين العبد وبين ربه عز وجل وهي من الفرائض التي تقرب الى الله تعالى والتي هي أحب العبادات الى الله عز وجل.

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: من عاد لي وليًّا فقد آذنته بالحرب ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... ". الحديث رواه البخاري. 

  • توحيد الدعوة:

والدعاء عبادة وهو توحيد الدعوة.

  • الدعاء ينقسم الى قسمين وهما:
  • القسم الأول: دعاء المسألة.
  • القسم الثاني: دعاء العبادة.

    أما دعاء المسألة فمعناه: هو أن يسأل الله عز وجل مثل: أن يقول: "اللهم ارحمني" "اللهم اغفر لي ذنوبي" "اللهم ارزقني" اللهم فرج علي ". وهكذا.

      ويجب إخلاص هذا النوع من الدعاء لا يجوز صرفه لغير الله عز وجل من دعاء الملائكة والأنبياء والأولياء والأموات والغائبين وهذا من الشرك الأكبر فإن الدعاء عبادة يجب صرفها لله سبحانه وحده.

      أما دعاء العبادة: مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج والسجود والركوع والذبح والنذر وغير ذلك. ويجب صرف العبادة لله عز وجل فلا يجوز الصلاة ولا الركوع ولا السجود لغير الله عز وجل فمن فعل ذلك بأن صلى أو سجد لغير الله عز وجل قاصدًا للعبادة فهو مشرك كافر بالله تعالى.

      فالمصلي والساجد والراكع والعابد داعيًّا الله عز وجل بحاله وأفعاله وعبادته فهو بذلك طالبا من الله عز وجل أن يعفو عنه ويدخله الجنة ويبعده من النار. وهذا دعاء العبادة.

  •  الذبح والنذر:

       من أنواع التوحيد التي يحبها الله عز وجل الذبح والندر ويجب إخلاص العبادة لله عز وجل بالذبح والندر والذبح هو ينحر الذبيحة تقربا الى الله عز وجل مثل الذبح فيه في الحج وفي سنة العيد ومثل أن يذبح شكر لله عز وجل على نعمة أفرحته.

       وهذا من تحقيق التوحيد ومن العبادات التي يحبها الله عز وجل وهي من العبادات المالية، كما قال الله تعالى -:{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖوَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }[الأنعام:163،162].

      أي: أن صلاتي وسجودي وركوعي وعبادتي وحياتي ومماتي كلها لله سبحانه. وأيضًا: ذبحي لله أتقرب به لله تعالى والنسك: هو الذبح.

       وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة كثير الذبح، وقال تعالى-:{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[الكوثر:2]. وقد ذبح النبي صلى الله عليه وسلم عند حجه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم نحو من سبعين بدنه.

    والنذر لله عز وجل هو من العبادات التي يحبها الله عز وجل، كما قال الله تعالى بالبيت العتيق كما قال الله تعالى-:{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج:29].

       فالوفاء بالنذر من العبادات الجليلة التي يحبها الله عز وجل لكن إذا نذر يجب عليه الوفاء بالنذر-:{ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}[الإنسان: 7]. ويجب إخلاص هذه العبادة لله سبحانه ولا يجوز النذر للأولياء أو أصحاب القبور أو للجن وهو من الشرك الأكبر.

  • معرفة التوحيد والتحذير من الشرك:

     والشرك هو دعوة غير الله عز وجل مع الله عز وجل أو دعوة غيره مباشرة فهذا الشرك لا يغفره الله عز وجل وقد بعثت الرسل أنزلت الكتب وشرع الجهاد لأجل عبادة الله وحده لا شريك له وهدم الأصنام والأوثان ونفي عبادة غير الله عز وجل والشرك بالله تعالى أعظم ذنب عصي الله عز وجل به لأنه هضم خالص حق الله الخالق العظيم الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له.

      كما قال الله تعالى -:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}[النحل:36].

     وقال تعالى -:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25].

     ونصيب المشرك إن لقي الله عز وجل مشركا جهنم خالدا مخلدًا وبئس القرار، قال الله تعالى -:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء:116].

       فالشرك لا يغفره الله عز وجل لمن مات عليه والجنة عليه حرام، كما قال الله تعالى -:{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[المائدة:72].    

     وجاء عن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من مات وهو يدعو من دون الله ندًا دخل النار". متفق عليه.

    وجاء من حديث جابر رضي الله عنه قال من عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئا دخل النار". رواه مسلم. ويجب الحذر من الشرك الأكبر والأصغر لأن الشرك الأكبر يوجب لصاحبه الخلود في النار أبد الآبدين -والعياذ بالله تعالى -.

      والشرك بالله تعالى يوجب غضب الرب سبحانه وتعالى ومن أنواع الشرك الواقع قديما وحديثا أنواع كثيرة منها:

  • أنواع الشرك الأكبر:

     النوع والأول: دعوه الأوثان والأصنام والأنبياء والملائكة والآلهة الباطلة من الشمس والقمر والبقر والشجر والحجر كل هذه المعبودات عبدت بغير حق وآلهة باطلة، كما قال الله تعالى-:{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }[الأعراف:194].

      وقال تعالى-:{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}[الأعراف:198،197].    

       وقال تعالى-:{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ(22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[سبأ:23،22].

     وعبادة الأوثان والاصنام والشمس والقمر والبقر والشجر والحجر وهذه آلهة باطلة لا تستحق من العبادة شيئا، كما قال الله تعالى-:{ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[الحج:62].

      وقال تعالى -:{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(16)إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[العنكبوت:17،16].

       فدعوة الأوثان والأصنام مثل الوثنيين في هذا العصر  هذا هو الشرك الاكبر الذي يغضب الله عز وجل يوجب العذاب في جهنم بئس القرار.

النوع الثاني: من الشرك الأكبر أن يدعو مثلا: الأولياء والصالحين وأصحاب القبور وأن يستغيث بهم ويدعوهم ويطلب منهم المدد والشفاء من الأمراض وكشف الكربات.

      وهذا أيضا: من الشرك الأكبر، كما قال الله تعالى -:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ(5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }[الأحقاف:6،5].

    وقال تعالى -:{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ(13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}[فاطر:14،13].

     فالمدعوين من دون الله عز وجل كالملائكة والأنبياء الأولياء والصالحين وأصحاب القبور لا يسمعون دعاءهم ولو سمعوا ما استجابوا لهم ويوم القيامة يتبرؤون من عبادتهم من دون الله ودعائهم وصرف العبادة لغير الله عز وجل.

  ومن أنواع الشرك الأكبر:

 النوع الثالث: الذبح لغير الله عز وجل وهذا من الشرك الأكبر كمن يذبح للأولياء وأصحاب القبور ويتقرب اليهم بالذبح لغير الله عز وجل وإن ذكر اسم الله عز وجل فهذا الذبح مما أهل لغير الله تعالى كما قال الله تعالى-:{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة:173].

     وقال تعالى -:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ......}الآية[المائدة:3].

     فحرم الله عز وجل هذه المطعمات كالميتة والدم ولحم الخنزير ومنها ما أهل لغير الله عز وجل وما أهل لغير الله تعالى وهو ما ذبح لغير الله تعالى فهذا لا يجوز الأكل منه فليجب إراقة القدور منه والذبح لغير الله من الشرك الأكبر والذبح هي عبادة يجب أن تصرف لله عز وجل ولا يجوز صرف هذه العبادات للأولياء والصالحين وأصحاب القبور وهو من الشرك الأكبر.

  •  خطر الذبح للجن:

     ومنها: الذبح للجن وهو أيضا: من الشرك الأكبر فلا يجوز تعظيم الجن بالذبح لهم والذبح لهم عبادتهم من دون الله تعالى فقد قال الله تعالى -:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}[الجن:6].

     ومنها: أيضا الذبح للسلطان تقربا اليه فقد أفتى العلماء انه لا يجوز الأكل من الذبيحة التي ذبحت للسلطان تقربا اليه.

  •  والذبح على ثلاث أنواع:

 النوع الأول: الذبح لله عز وجل قربة الى الله تعالى هو من العبادات الجليلة التي يحبها الله عز وجل ويثيب عليها.

 النوع الثاني: الذبح لغير الله تعالى كمن يذبح للأولياء وأصحاب القبور وهذا من الشرك الأكبر ويوجب غضب الرب عز وجل وعقابه.

 النوع الثالث: الذبح للتجارة أو الأكل وهذا من القسم المباح.

 النوع الرابع: النذر لأصحاب القبور والأولياء يظن أنهم ينفعونه أو يضرونه أو يمدونه بالأموال والبنين وهذا من تلبيس الشيطان وإغوائه وضلاله ويجب الحذر من النذر للأولياء وأصحاب القبور فإن هذا نذر معصية وشرك ولا يجوز الوفاء به وهو من الشرك الأكبر ويجب إخلاص النذر طاعة خالصة لله عز وحده لا شريك له.

      وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه".

      وتقدم الأدلة على وجوب الوفاء بالنذر طاعة لله خالصة في أنواع التوحيد فلا يجوز صرف هذه العبادة لغير الله عز وجل وأن النذر لغير الله عز وجل من الشرك الأكبر. والله المستعان.

  • القسم الثاني الشرك الأصغر:
  • الرياء:

   والشرك الأصغر عدة أقسام منها الرياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر " فسئل عنه فقال:" الرياء".

  • الحلف بغير الله عز وجل:

     وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ". فالحلف تعظيم بالمحلوف به ولا يليق التعظيم والحلف إلا بالله سبحانه. فلا يجوز الحلف بالأولياء أو بالبدوي أو الحسين أو بالسيد وغير ذلك.

  • الطيرة:

     ومن الشرك الأصغر الطيرة والطيرة التشاؤم بالأشخاص والزمان والأماكن، كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك ما منا الا ولكن يذهبه الله بالتوكل". وآخره من قول ابن مسعود رضي الله عنه.

  • قول: ما شاء الله وشاء فلان:

    ومنها: قول القائل: ما شاء الله وشاء فلان. وجاء يهودي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنكم تنددون وأنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشاء فلان وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان ".

     وعن قتيلة أن قال رجل من المسلمين لرجل من اليهود: أنكم أنتم القوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله فقال اليهودي: أنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء تقولوا والكعبة وقال لرجل من النصارى: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون: عيسى ابن الله فقال له النصراني إنكم أنتم القوم لولا أن تقولوا ما شاء الله وشاء محمد وتقولون: والكعبة" فأخبر ذلك الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: إذا أرادوا أن يحلفوا ورب الكعبة ويقولون: ما شاء الله ثم شاء محمد".

  • قول: لولا الله وفلان:

      منها: لولا الله وفلان فهذا أيضًا: من الشرك الأصغر فلا يجوز قول لولا الله وفلان فينسب النجاة من النقمة أو حصول النعمة إلى الله سبحانه وأحد من خلقه وهذا تشريك ومساواة الله عز وجل بخلقه وهو نوع من الشرك الأصغر.

      كما يقول القائل: كان الملاَّحُ حاذقًا والريح طيبة. فينسب النجاة من هيجان البحر والغرق إلى الملاح وهو ربان السفينة وحذقه ومهارته في قيادة السفينة وقول القائل: لولا البط في الدار لأتانا اللصوص.

      يعني: أن البط يصيح عند دخول السارق الدار فيفيق أهل الدار فيهرب السارق وهذا نسبة الفضل إلى غير أهله. وهو نوع من الشرك. فيقول: لولا الله ثم فلان فهذا جائز.

  •  ذرائع الشرك:
  • تعليق التمائم:

     ومن الشرك الأصغر تعليق التمائم والصدف وحيوانات البحر اعتقادًا منهم أنها سبب تدفع العين وتحمي من البلاء وهي من الشرك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تعلق تميمة فقد أشرك ". وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم:" من تعلق شيء وكل إليه".

   وجاء من حيث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن التولة والتمائم والرقى من الشرك". رواه أبو داود وهو صحيح.

     وتعليق التمائم من الشرك لأنه اعتقاد أنها تنفع من دون الله عز وجل.

      والله عز وجل لم يجعلها سببًا تنفع وبعض السلف قد رخص بتعلق التمائم من القرآن وبعضهم نهي عن ذلك وهو الراجح، فلا يجوز تعليق التميمة من القرآن وغير القرآن بل قد شرع الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم الرقية من العين بفاتحة الكتاب والمعوذات وآية الكرسي. والله المستعان وبالله التوفيق.

  • النشرة:

      أيضا: ومن ذرائع وهي من الشرك الأصغر وطريق إلى الشرك الأكبر النشرة وهي: حل السحر بمثله. ولا يجوز حل السحر بمثله وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال:" هي من عمل الشيطان".

     وذلك لأنها ذريعة إلى الوقوع في الشرك والتقرب الى الشياطين بما يحبون وهذا من الشرك وهي من عمل السحرة، والسحرة أنّ أكثر عملهم أنه مخلوط بالشرك.

  • الذهاب إلى الكهان:

     الذهاب إلى الكهان والعرافين قد حرمه الإسلام ونهي عن الإتيان لهم كما جاء في صحيح مسلم عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من اتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل هل صلاة أربعين ليلة".

      وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من أتى كاهنا أو عرافا فسأله عن شيء فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".

 والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات والمستقبل.

  والعراف: هو الذي يخبر عن مكان الضالة فيستدل على أشياء بمقدمات وأسباب وقيل: هو الذي يخبر عما في الضمير وقيل: الكاهن والعراف والرمال واحد.

  والرمال: هو الذي يضرب في الأرض بالخط وهي الطرق.

     فلا يجوز إتيان الكهان والعرافين وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من أتى الكهان وإتيان الكهان حرام وكبيرة من كبائر الذنوب ، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ليس منا من تطير أو تطير لهمن سُحر أو سحر له ومن تكهن أو تكهن له".

     وإتيان الكهان إقرارًا لهم على كفرهم وادعائهم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، كما قال الله تعالى -:{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[ النمل:65].

      وقال تعالى -:{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا(26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا(27)لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا(28)}[الجن:28،27،26].

      وقد يصدق الكاهن في كلمة وذلك لما يلقيه الشيطان إليه مما يسترقه من السماء فيكذب معها مائة كذبة. واقرأ أيضا:الشرك الأكبر والأصغر وبيان أمور تقدح في التوحيد -وانظر أيضًا:تعرف عن الشرك وأنواعه للعلامة صالح الفوزان

 وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 والحمد لله رب العالمين.

 تمت الرسالة

بحمد الله بمنه وكرمه

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة