ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٤٦ : ١٥٣

https://youtu.be/e3apBNj2pUI?si=8ViWS1qj7-GkLrul
https://youtu.be/r10uhY4vD-g?si=dEpEoJLMtWr8kdvm
سورة البقرة آية ١٤٦ : ١٥٠
.{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)}
ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٤٦ : ١٥٠
فقد عرض القرآن الكريم الكثير من المواقف التى تظهر مدى جحود أهل الكتاب وإنكارهم للحق والإصرار على الكفر فإنهم يعرفون رسول الله كما يعرفون ابنائهم فقد كانت أوصافه مذكورة فى التوراة وكانت تنطبق عليه وكانوا يعرفون زمنه ويعرفون بعثه ورسالته التي يحاولون أن يشككوا فيها
وكذلك كانوا يعرفون أمر تحويل القبلة والذين أسلموا منهم وآمنوا فقد آمنوا عن اقتناع، أما الذين لم يؤمنوا وكفروا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا على علم بالحقيقة ويعلمون أنه حق ولكن كتموا ما يعرفونه.من حقائق وجدوها أمام أعينهم
فَيوجه الله الكلام لرسول الله ولكن الرسول معصوم فالمقصود به لأمة رسول الله وهي أمة الإسلام فَيوجه لأُمة الاسلام تنبيه لان الله يحب المؤمنين ولا يريد لهم ان يقعوا فيما وقع فيه أعداء الاسلام بأن لا يكونوا مُمترين أي لا يدخل قلوبهم ذرة شك لأن الحق يأتى من الله
ومع كل هذه التوجيهات لأُمة محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الله جعل عباده مختارين وانزل الرسل بالكتب السماوية ليُعلم الإنسان دينه ومنهج السماء وعلم الإنسان أن من اختار الإيمان جزاؤه الجنة ومن اختار الكفر جزاؤه جهنم وترك الإنسان باختياره. وبعد أن علم الإنسان جزاء كل اختيار فهو مسؤول عن اختياراته وكل واحد له وجهة مختلفة عن الآخر.
من الناس من يتوجه إلى الكفر ومن الناس من يتوجه الى الإيمان وهؤلاء يختارون الطاعة وهؤلاء يختارون المعصية، الذين يهديهم الله يتجهوا إلى الخيرات وكأنهم يتسابقون إليها.إن المطلوب من المؤمنين في الحياة الدنيا أن يتسابقوا إلى الخيرات في كل مكان لان كلما تسابقوا إلى الخير يزدادوا حسنات ويزيل بها السيئات لينالوا رضا الله ويدخلهم الله الجنة قبل أن يأتيهم الأجل سوف يأتي الله بالناس جميعا مصداقا أي أن الحق جل جلاله يريدنا أن نعرف يقينا أننا لا نستطيع أن نفر من علمه. ولا من قدره ولا من عذابه.إن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
……..
إن تغيير القبلة أحدث صدمة عنيفة، وحاول أعداء الإسلام التشكيك في قضية تغيير القبلة، ولذلك تكررت قضية تغيير القبلة في القرآن الكريم ثلاث مرات، مرة داخل المسجد، والمرة الثانية خارج المسجد، والثالثة من جميع الجهات، لتثبيت المؤمنين سواء كانوا في المدينة أو خارجها أو في أي مكان على وجه الأرض، فهذه قبلتهم في كل صلاة بغض النظر عن المكان الذي يصلون فيه، ولأن أعداء الإسلام يحاولون دائماً التشكيك في أمور دين المسلمين وزعزعة نفوس المؤمنين، وخاصة في مسألة تغيير القبلة، يسألون أعداء الإسلام عن سبب تغيير القبلة، ويقولون أنه لا ينبغي أن يتم ذلك لأنه لا يزيد في الفرض،
ولكن هذا ليس حجة للتشكيك في تغيير القبلة، لأن القدس ليس لها حرمة في ذاتها، والمسجد الحرام ليس له حرمة في ذاته، أما الحرمة فهي في طاعة الله، الله يأمر ونحن نطيع أمر الله. ولذلك يطمئن الله المؤمنين أن ما فعلتم من تغيير القبلة هو حق جاءكم من الله تبارك وتعالى، وأن الله تعالى ليس بغافل عن عملكم، حتى أنكم توجهتم نحو البيت الحرام، فاعلموا أن الله تعالى يحيط بكم في كل ما تعملون، وأن ما تعملونه هو خير لأنكم أطعتم الله في صلاتكم وجعلتم قبلتكم البيت الحرام كما أمر الله، ثم انتقلتم إلى القبلة التي حولها إلى قبلة مكة، فاطمئنوا أنكم على الطريق الصحيح، فأطيعوا الله ولا تخافوا الظالمين، الذين تجاوزوا الحدود وكذبوا الحق، وهم كفار قريش وكفار اليهود والمنافقين، بل الخوف من الله وحده، والمؤمن لا يخاف من أحد من البشر، لأنه يعلم أن القوة كلها لله. لذلك لا يخاف أحداً إلا الله تعالى، وذلك من تمام نعمة الإيمان، فالإيمان هو بداية النعمة، وخشية الله وطاعته هي تمام النعمة.
سورة البقرة آية ١٥١ : ١٥٣
{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}
ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٥١ : ١٥٣
لقد بعث الله رسولاً من بين البشر، فرباه ربه على حسن الأخلاق، وحسن الكلام، وصدق الحديث، وكل ما يزيد الإنسان كرامة،
وكان رسولاً أمياً، فعلمه ربه أن يعلم الناس ما علمه ربه من كتاب الله وهو القرآن الكريم،
يتلو عليهم آياته ويزكيهم، أي أن آيات الله التي تُتلى تعلّمهم ما ينفعهم في كل عمل يجلب لهم الخير والصلاح، ويقرب العبد من الله، ويطهرهم برفع الأذى، فهي تطهير من الذنوب ومن كل ما يغضب الله،
كعبادة الأصنام، وأد البنات، والخمر، والميسر، والربا، وغير ذلك، ويعلمهم أن من لم يؤمن بالله تعالى ولم يؤمن برسالة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يتبع أوامر الله تعالى فهو كافر سيلقى عذاباً عظيماً.
من آمن بالله تعالى وصدق برسالة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع أوامر الله تعالى وعمل بها واجتنب ما نهى الله عنه في القرآن الذي يتلى فهو مؤمن ويجزيه الله رضوان الله والجنة ويعلمهم ما لم يعلموا وكل ما خلق الله ما نعلم وما لا نعلم فهو فوق طاقة البشر وحضارات الأرض
والله يريد لعباده الخير فذكرنا الله تعالى ونعمته علينا وهي خير لنا والله يطلب من عباده شكره ليزداد العباد في خير الله ولا يكفرون الله أي لا يكتمون نعم الله فمن يكفر نعمة الله فهو كافر والكفر ظلم للنفس لأن النعم تأتي بقدرة الله وقدره
فإذا لم يشكر الله نزعت منه النعمة. الله تعالى يطلب من المؤمنين أن يستعينوا بالله على طاعته بالصبر والصلاة، فالصبر هو الذي يعينك على فعل ما أمرك الله به وعدم فعل ما نهانا عنه، فالله نهانا عن شهوات النفس وأمرنا بطاعته،
وهذا يحتاج إلى الصبر، والصلاة هي صلة العبد بربّه، فإذا أصيب المؤمن بضيق فعليه أن يصبر، فيصلي ويتضرع إلى الله ويسأله ما أصابه، فيفرج الله عنه كربه ويطمئن قلبه، وكان الله معه، والله مع الصابرين، وما دام الله مع الصابرين فلا بد أن نحب الصبر، لأنه يجعل الله معنا.
.