
تفسير سورة البقرة من آية ١ : ٥
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اهله واصحابه اجمعين
سورة البقرة من آية ١ الى ٥
الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (5)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اهله واصحابه اجمعين ملخص تفسير سورة البقرة من آية ١ : ٥
{الم (1)}
بدأت سورة البقرة بقوله تعالى: {ألم}.
وهذه الحروف حروف مقطعة ومعنى مقطعة أن كل حرف ينطق بمفرده بوقف ساكن
ونجد أن { الم }. في فواتح بعض السور التي تبدأ بأسماء الحروف.
مثل سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان تنطق مقطعة بينما نفس الكلمة فى سور أخرى تنطق كلمة كاملة استفهام تقريري، أي ان الاجابه معروفه لدى السائل والمخاطب كلاهما مُقرٌ بالإجابة، مثل
سورة الشرح ايه {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ(١)} وفي سورة الفيل في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل(١) }
ونجد حروف اخرى مختلفة من الحروف المقطعة فى فواتح بعض السور على سبيل المثال منها سورة الأعراف {الٓمٓصٓ} وسورة الرعد { الٓمٓر }
وسورة يونس وسورة هود { الٓر }
وسورة الشعراء { طسٓمٓ }
و من حكمة الله عز وجل انه اعجز العلماء في تفسير هذه الآيات حتى الان
الآية من ٢ إلى ٥ تتحدث عن الكتاب وهو القرآن الكريم شهد الله عز وجل إنه ليس فيه ادنى شك لأن الله عز وجل حفظه من كل تحريف.وأنه هدى للمتقين وسؤال هل التقوى الأول وهذا الكتاب لهم اي انه للمتقين؟ ثم من هم المتقين ولماذا خص الله عز وجل هذا الكتاب أن يكون هدى للمتقين ؟
لما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام كان الإيمان بالله موجود او لا" فلما نزل آدم عليه السلام على الارض كان يُعلم ابنائه بأن الله خلقه وخلق الكون وابنائه علموا ابنائهم وهكذا حتى طرأت الغفلة عليهم بمرور الزمن نسوا هذا ، وهذا النسيان جعل الكون في عبث مستمر فأنزل الله عز وجل الرسل بالأديان وبالكتب السماوية السابقة وفى هذه الكتب فيها كل ما يهديهم إلى عودة معرفتهم بالله عز وجل ومعرفة أوامر الله عز وجل ونواهيه وكل كتاب كان يناسب زمانه من أوامر الله عز وجل ونواهيه ولكنها جميعا" تتفق فى وحدانية الله عز وجل فكان من الطبيعى عندما أنزل الله الرسل أن الجميع يؤمن بالله عز وجل لماذا لهذا السبب فانظر للآية الكريمة التي تشير إلى أن بني آدم عهد الله عز وجل بالإيمان بالله عز وجل وهو الإيمان الفطري الذي أخذه الله على بني آدم، وتستدل هذه الاية على ذلك
في قول الله تعالى { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ( ١٧٢ ) } الأعراف:.
إذا كلنا شهدنا بربوبية الله وكلنا مؤمنين إيمان فطري اولا" ولكن الله عز وجل ميز الإنسان بالاختيار فعندما أنزل الله الرسل بالكتب السماوية قبل القرآن لتهديهم إلى معرفة الله الواحد الذي خلقهم . وما حصل هو الاتى أن من الناس من لم يفي بالميثاق الذي اخذه الله منهم وهو شهادتهم بأن الله هو ربهم الذي خلقهم . فكفروا وكلمة كفر تعني ستر الشيء هؤلاء الذين كفروا انهم ستر وا هذا الإيمان الفطري بوجود الله لأن الإيمان التزام بأوامر الله التي تحدد استخدام النعم بقوانين الله والكافر يريد ان يطغى في الدنيا ولا يقيد بقوانين حتى ينال لذة الدنيا كامله ويفضل الدنيا الزائلة عن الآخرة الباقية ..ومن الناس من ابقوا على عهدهم بالإيمان الفطري بالله عز وجل وآمنوا بالله عندما أنزل الله الرسل بالكتب السماوية السابقة قبل القرآن التي كانت تهديهم إلى معرفة الله الواحد الذي خلقهم فعندما أنزل القرآن كان لابد ان الذين آمنوا بالكتب السماويه السابقه واهتدوا إلى معرفتهم بالله أن يؤمنوا كذلك بالقرآن او ان فى زمن القرآن الكريم والى أن تقوم الساعة لابد أن الجميع يؤمنوا بالقرآن الكريم والاسلام ورسالة الرسول صلى الله عليه ( فمن آمن صدق. ومن صدق فعل. ويكون بذلك القرآن لهم هدايه وهذه الهداية تسمى هداية دلاله ومعرفه بالله وأوامره ومن آمن وغخذ بالهدايه اعانه الله عز وجل للمؤمنين على تطبيق أوامره وهؤلاء هم المتقين الذين يجعلون من تطبيق أوامر الله وقاية من غضب الله وعذابه لذلك القرآن هدى للمتقين الذين بعد أن علموا . عملوا بما علموا
لأنهم يؤمنون بالغيب ويؤمنون بما أنزل الله من القرآن ويؤمنون بما أنزل الله قبل الإسلام من ديانات سابقة وكتب سماوية سابقة وعلى يقين بالاخره كأنهم يرونها بأعينهم فهؤلاء دائما على هدى دائم من الله عز وجل. وما يفعلونه من تنفيذ أوامر الله وذكرت الاية عن بعض ما أمر الله به وهو إقامة الصلاة والإنفاق من رزق الله وكلمة من رزق الله كلمة تشمل كل ما رزق الله للإنسان يجب عليه أن ينفق به من مال ومن صحة ومن عمل خير وغير ذلك مما رزق الله به الإنسان وأجد فى الاية ربط بين الصلاة والإنفاق من رزق الله وهو الصلة والحب بين الله وعباده ففى الصلاة تواصل حب وصلة بين العبد وربه والذين ينفقون من رزق الله ذلك يؤدي إلى تواصل وحب وموده بين العباد وربهم ايضا لأنهم نفذوا أمر الله وكذلك يؤدي إلى تواصل وحب ومودة بين العباد بعضهم البعض
ونجد أن الله قال عن المؤمنين في الآية الخامسة بأنهم مفلحون كأن ما عملوا من خير هو زرع في الدنيا وافلحوا في زراعته واثمروا رضى الله عنهم وأدخلهم جنته في الآخرة
و يراودنا جميعا سؤال لماذا تميل بعض الناس الى الكفر وستر الايمان وتمرده على شيء موجود بالفعل و المفروض ان يميل الى الايمان لانه بالعهد الذي حصل من قبل بينه وبين الله وشهادته بأن الله هو ربهم وكأن هذه الشهادة خُلقت فيه والاجابة هي ان الله عز وجل خلقنا وترك لنا الاختيار واعلمنا بالطريقين من احب الله وأطاع الله فى تعمير الكون بالعمل بما امر الله فله الجنة ومن سعى فى خرابها ولم يؤمن ويلتزم بأوامر الله عز وجل فله عذاب شديد ومن الناس من آمن ومن الناس من كفر رغم انه يعلم مصيره وكذب على نفسه وظلمها وستر الايمان ليطلب لذة الدنيا الفانية