ملخص تفسير آية ١١٤ : ١٢٣ من سورة البقرة

https://youtu.be/JjCxEdXzCwI?si=hgAuEQDjCm5d4KmB
الآيات من آية ١١٤ إلى ١٢٣.
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ( 119)وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (123)}
ملخص تفسير آية ١١٤ : ١٢٣ من سورة البقرة
( منع مساجد الله من السجود فيها وهدمها )
لم تكتفي اليهود بالترصد للكلمة أو آيات الله أو مواقف المؤمنين أو تكذيب الأنبياء واتهامهم بالباطل ولكن أصبح بالأيدي والجبروت بأن تجرؤ على فعل أعظم جريمة ممكن تحدث وهي منع بيوت الله وهي المساجد من السجود وذكر اسم الله فيها، ولا يجرؤ أعداء الله على مهاجمة المساجد ومنع ذكر اسم الله وإقامة الصلاة فيها أو هدمها، إلا أن المؤمنين القائمين على هذه المساجد ضعفاء الإيمان وضعفاء الدين، وهؤلاء الكفار لا يستطيعون دخول مساجد الله إلا خائفين، فكان لزاماً على المؤمنين القائمين على المساجد أن يهاجموا الكفار. ولو دخلوا بلا خوف فهذا يعني أن رادع الإيمان في نفوس المؤمنين قد ضعف، ولن يتركهم الله وحدهم في الدنيا ولا في الآخرة، بل سينزل عليهم لعنة الله في الدنيا وسيحاسبون فى الآخرة على عدوانهم على مساجد الله. ولكن في نفس الوقت فإن المؤمنين الذين سكتوا أو قصروا وضعفوا في نصرة دين الله والدفاع عنه، ففي هذه الحالة يكونون قد ارتكبوا ذنباً ولن يتركهم الله يوم القيامة، بل سيسوقهم إلى النار، أي سيلاقون عذاباً عظيماً.
( لله المشرق والمغرب فثم وجه الله )
ولكن لله الملك جميعا هو خالقه و الأرض كلها مساجد لذلك منع ذكر اسم الله والسجود في مساجد الله وهدمها كل ذلك أمر مستحيل التنفيذ لأن لله المشرق والمغرب،ان الله يملك كل شيء في الكون فكل الأرض مسجدا لله فمن يستطيع أن يزيل الارض أو اسم الله من نفوس المؤمنين فى كل وقت وكل زمان . أينما نكون ننوي و نصلي ونسجد لله
( رد على ادعائهم بأن الله له ولد )
لقد ادعوا على الله كذباً بأن الله اتخذ ولداً، فالله أعظم من أن يكون له ولد، بل هو خالق الكون ومالك ما في السموات والأرض، إنه بديع السموات والأرض أي أنه لا مثيل لهم أي أنه خلق على غير مثال سابق، وأن الكون كله خاضع لله، وأمره أن يقول للشيء كن فيكون،
( قالوا يكلمنا الله مثل ما قالوا من قبلهم )
فنجد أن هؤلاء الذين لا يعرفون شيئاً عن كتاب الله هم الكافرون، طلبوا من رسول الله أن يكلمهم الله وهم يعلمون ان هذا مستحيل على البشر ولكن عادتهم ان يستخدمون هذه الاساليب لانهم لو كانوا يريدون الإيمان حق فعندهم ما يكفى أن يقتنعوا به من معجزات لأنهم علموا بها أن كله من عند الله بل كلما جاءتهم آية طلبوا آية أخرى، رغم معرفتهم بالحق ولم يكتفوا ولكنهم أنكروا ذلك ولم يؤمنوا به، بل زادوا كفراً وعناداً، فهم لهم عقول غافله و قلوب مظلمه وتشابهت قلوبهم مع من كانوا يقولون نفس القول من قبلهم
( يطمئن الله نبيه بأنه أرسله بالحق بشير ونذير )
فقد أراد أن يشعر نبيه بالقوة والاطمئنان من هؤلاء الكفار أنه مرسل ويبشر الناس بالجنة إن آمنوا، وينذرهم بالعذاب إن كفروا، وأنه ليس مسؤولاً عن هداية الذين ألقوا بأنفسهم في النار والعذاب، فلا ينبغي أن يهتم بمن كفر، بل هو مسؤول عن تبليغ الرسالة
( أعداء الدين لن يرضوا عن النبي )
لأن أعداء الدين وهم بعض من اليهود والنصارى وهم اكثر من المؤمنين للأسف الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين ولم يتبعوا الرسل ولم يتبعوا ما تلوه من كتبهم ولا يؤمنون حق ويكذبون بأنهم مؤمنون فالإيمان الحق هو الإيمان بكل ما أنزل الله وما أمر الله من معروف وما نهى عن من منكر فهؤلاء لن يرضوا إلا إذا تراجع المؤمنين عن دينهم واتبعوا أهواءهم.ومن يتبع اهوائهم بعد ما جاء الهدى فلا
نصير له ولكن ينتظره عذاب أليم، وهذا الخطاب موجه إلى رسول الله، لكن المقصود بهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم،
( يتلون كتاب الله ولا يؤمنون به)
لأن الذين يتلون الكتاب حق تلاوته اى يتبعونه ويعملون بما فيه من أوامر الله من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر
فهؤلا يؤمنون به وأما من يتلون الكتاب ولم يعمل بما فيه من أوامر الله فهم الكافرون الذين يخسرون الدنيا والآخرة،
لا يستحقون الا العذاب
( يذكرهم بنعمه على بني إسرائيل )
لأن الله تفضل على عباده بالنعم التي لا تحصى ولا تعد ويذكرنا الله عز وجل بالنعيم الذي تفضل عليه على بني إسرائيل ومنها آباءهم الأنبياء فكانوا لابد ان يكونوا لهم قدوة ويعملون ما أمر الله به ويتجنبون ما نهى الله عنه حتى يكونوا مثلهم ينالون رضا الله وجنته وإن
( رد الله عز وجل على ظنهم ان آباءهم الأنبياء يشفعون لهم يوم القيامة )
وأن لا يظنوا أن آباءهم الذين اصطفاهم الله من الأنبياء سيَشفعون لهم فيما عملوا من سيئات، وأما يوم القيامة فلا شفاعة لأحد إلا بإذن الله، وإذا شاء الله الشفاعة فهي لمن عمل الصالحات، كل المؤمنين، سواء كانوا من أهل الكتاب الذين آمنوا بالإسلام حين جاء، أو من آمن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.