
تفسير اية ٦٥ الى ٧٧ من سورة البقرة
..
https://youtu.be/Kz_FiyFajsc?si=8eLBC7fhUjFA_0jL
آية (٦٥ : ٧٧ )
{{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (٦٥ ) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(٦٦ ) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ(68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69 )قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70) {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ(71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَتفسير (72 فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ73 ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.(٧٤)}أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٧٥) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}
تفسير اية ٦٥ الى ٧٧ من سورة البقرة
هذه الآية تحكي لنا قصة تبين مدى خداع بني إسرائيل لله وكيف عاقبهم الله، كانوا يصطادون السمك، فطلبوا أن يكون لهم يوم إجازة من العمل في الأسبوع، فأعطاهم الله السبت، ثم اختبرهم بأن الحيتان والأسماك لا تظهر إلا في السبت، فصنعوا ما يسمى بالبرك العميقة ليخدعوا الله بعدم العمل في هذا اليوم، وفي نفس الوقت يحصلون على السمك، لكنهم كانوا أغبياء، لأنه حرم عليهم أن يأخذوا السمك بالصيد في السبت، فما إن قال لهم: كونوا قردة حتى تحولوا، وقبل أن ينتبهوا أو يعرفوا شيئاً تحولوا إلى قردة، وبمجرد تحولهم لم يتكاثروا حتى انقرضت، ومن رحمة الله أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتكاثرون، ويبقون فترة ثم ينقرضون بسبب الأمراض والأوبئة، وهذا ما حدث لهم. وقد علموا أن ليس كل اليهود عصاة.. بل كان منهم أقلية عصت وتحولت.. وبقيت الأغلبية حتى وصل إلينا ذريتهم اليوم.. فعاقبهم الله تعالى بما تجاوزوا، فقد تجاوزوا حدود الله التي وضعها لهم بخداعهم لمعصية أمره تحايلاً على أمر الله تعالى، لتكون عبرة حتى لا تتكرر في ذريتهم عندما يسمعون ممن رأوهم من معاصريهم، وتكون عبرة لمن يخاف عقاب الله.
ثم يعرض القرآن الكريم قصة آخرى وهي قصة البقرة الصفراء
التي تبين لنا مدى حمق واصرار بني إسرائيل على الكفر
استعجل شاب أن يرث عمه لانه هو الوريث الوحيد لعمه فقتله وفى ظلام الليل الشديد ثم ألقى بالجثة على باب قرية مجاورة فَتبادلات القرية الاتهامات لبعضهم وكانوا ينفون التهمة عن انفسهم وكان القانون عندهم فى مثل هذه الحالات أن يحلف خمسين رجلا"من الكبائر والأعيان فطلبوا من موسى أن يطلب من الله تبارك وتعالى أن يكشف لهم لغز هذه الجريمة ويدلهم على القاتل.. وجاء الأمر من الله سبحانه وتعالى أن يذبحوا البقرة وكانت لها مواصفات خاصة ..وكان رد فعل اليهود ظنوا أن موسى يهزأ بهم فتعجب موسى من قولهم فكيف ان نبي يهزأ بأحد وبالأخص بأمر من أمور الله عز وجل واستعاذ بالله أن يكون منهم أي من الجاهلين. وبعد أن رد موسى واستعاذ بالله أن يكون من الجاهلين أي بمن يستهزئ بأمر الدين .. ثم قالوا ادع لنا ربك، ولقد تكررت هذه الطريقة فقد كانوا يوجهون السؤال لموسى فيدعو الله فيأتيه الجواب من الله تبارك وتعالى.. فبدلا من أن ينفذوا الأمر وتنتهي المسألة يوجهون سؤالا" آخر. مما يؤدي الجواب إلى سؤال آخر وهكذا ثم أعطاهم الله أوصاف بقرة لا تنطبق إلا على بقرة واحدة فقط.. فكأنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ونأتي إلى مواصفات البقرة
١- شديدة الصفرة ناضرة ٢-صغير السن ولدت مرة
٣-- ليست مريضة..
٤- لم تستخدم في حراثة الأرض أوفلاحتها.
٥-وَلاَ تَسْقِي الحرث أي لم تستخدم في إدارة السواقي لسقاية الزرع
٦-خالية من العيوب
ثم صلوا إلى البقرة المقصودة بالمواصفات المذكورة وكانت هذة البقرة قد استودعها الرجل الصالح عند الله حتى يكبر ابنه فاشتَروها وذبحوها.. وأمر الله عز وجل أن يضربوه ببعضها. أي أن يضربوا القتيل بجزء من البقرة الميتة فيَحيا وينطق باسم القاتل ليرى بنو إسرائيل وهم على قيد الحياة كيف يحيي الله الموتى ولِيعرفوا أن الإنسان لا يبقى حيا بأسباب الحياة.. ولكن بإرادة مسبب الحياة في أن يقول (كن فيكون) ثم نجد ان قلوبهم تقسوا بعد كل هذا وتكون مثل الحجارة أو أشد قسوة فإن مركز الإحساس والشعور هو القلب لذلك نجد القصص والمواقف التي بينت لنا معجزات يلين القلب ومنها قصة البقرة . وفيها أمرهم الله بذبح بقرة وأن يضربوها ببعضها وينطق على اثر ذلك القتيل بإسم القاتل نجد أن هذه المعجزة لم تؤثر في قلوبهم، بل قست قلوبهم بعد ذلك، والآيات تصف هؤلاء اليهود بقساوة قلوبهم التي كانت كالحجارة. أو أشد منها لأن من الحجر من يهبط من خشية الله ومنها يتفجر منه الماء مثلنا حدث أوحى الله إلى موسى أن يضرب بالعصا فانفجر منه ماء شديد. وكأن الحجارة مسها اللطف والرحمة فخرج منها الماء. ولكن إن قست قلوبكم، لن يمسها لطف ولا رحمة، ولن تلين أبدًا. وهم أصلب من الحجارة. وكل ما يفعلونه معروف عند الله عز وجل.
لقد عصوا ربهم. لقد ردوا النعمة بالمعصية، والرحمة بالكفر، وكان عدم استجابتهم لها يتناسب مع قسوة قلوبهم. وذلك لشدة قسوة قلوبهم وحماقتهم وقلة تفكيرهم. إنهم يحرفون كلام الله بعد أن عرفوا وسمعوا وفهموا. ولذلك نجد في الآيات عزاء من الله لنبيه أن لا يطمع. أن يؤمنوا أو يدخلوا في الإسلام
لأن الله خالقهم ويعلم ما في قلوبهم وأنهم لا يؤمنون» فقست قلوبهم
ونجد اليهود يمنعون من أقر برسالة النبي ومن ذكر صفة النبي للمؤمنين لأنهم يخافون أن يتخذ المؤمنون كلامه حجة عليهم عند ربهم. ولأنهم لا يفهمون نجد أن تحريمهم يدل على صحة أوصاف النبي في التوراة، وأنهم يعلمون أن الكون له خالق ويخافونه، كما يعلمون أن أوصاف النبي في التوراة التوراة صحيحة، فأرادوا إخفاء هذه الحقيقة. التوراة صحيحة، فأرادوا إخفاء هذه الحقيقة. والله يعلم ما يسرون وما يعلنون