ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٧٨ : ١٧٩

https://youtu.be/_LAktdxFsBU?si=_JNs_qca0XiTzPUL
سورة البقرة آية ١٧٨ : ١٧٩
.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}
……
ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٧٨ : ١٧٩
تتحدث الآيات عن القصاص
من رحمة الله عز وجل ان شرع الله تعالى القصاص من القاتل ولكن وفق شرع الله، وعلى المؤمن أن ينفذ جميع أوامر الله، مع العلم أن جميع أوامر الله هي رحمة من الله لجميع عباده،
فلننظر إلى هذا القصاص، في رحمة الله بأهل المقتول والقاتل معاً، وأما رحمة الله في تشريع القصاص للقاتل، فنجد أنه إذا عفا عنه أهل المقتول عاش آمناً، ولم يتربص له أهل المقتول بعد تنفيذ القصاص منه، ولم يحملوا عليه حقداً بعد العفو عنه أو أخذ الدية منه. وعلى كل حال فإن القاتل إذا تقدم للقصاص فإن الله تعالى لا يحاسبه في الآخرة بل يعفو عنه لأنه نفذ شرع الله في التقدم للقصاص.
أما ولي الدم فنجد أنه من رحمة الله وعدله للولي لأنه يعلم مدى حزنه على المقتول، فأعطاه الله تعالى الحق في قتل القاتل الذي قتل أحد أقاربه، أو أخذ الدية، أو العفو عنه حتى لا يبقى الحقد في نفس صاحب الدم، وبذلك يرتاح قلب ولي الدم من الغضب والغيظ. وهذا التشريع في القصاص يعالج قضية القصاص.
ففي العصر الجاهلي عندما كانت تقع معركة بين قبيلتين كان من الطبيعي أن يكون هناك قتلى وضحايا لهذا القتال، فإذا قتل عبد من قبيلة كانت القبيلة التي تملك هذا العبد تصر على تصعيد القصاص وأخذ حر من القبيلة التي قتلت هذا العبد. وفي بعض البلاد إذا قتل رجل حر يقتلون رجلين حرين من أهل القاتل ولا يقتلون القاتل بل يقتلون اثنين من أهل القاتل ويستمر سفك الدماء دون توقف ولذلك أراد الله تعالى أن يضع منهجاً يضع حداً لهذه المبالغة في القصاص والحقوق في محلها فأباح الله تعالى قتل الحر إذا قتل حراً والعبد إذا قتل عبداً والأنثى بالأنثى وهذه هي المعادلة الكاملة فأباح الله تعالى في القصاص أن يعطى ولي الدم حق القصاص إما بالقتل أو بالدية أو بالعفو حتى لا يكون في نفس الإنسان حقد على الدم ولا فرق بين إنسان وآخر فيلين الله تعالى قلب ولي الدم مع أنه ولي المقتول لأنه من لحمه ودمه. ولكن الله تعالى أراد أن يحث ولي الدم على العفو
ولا ينسى أخوة الإيمان، ويجعل أخوة الإيمان فوق أخوة الدم، فإذا عفا أهل المقتول أو طلبوا الدية، فينبغي أن يتم ذلك بلطف ورحمة، دون مبالغة، فيتقدم القاتل ليأخذ منه القصاص أو يشكر على قبول الدية ويعامل بلطف لأنه أنقذ حياته وعفا أو قبل الدية.
وكانت بعض القبائل إذا قتل رجل تعلن العفو وتقبل الدية، حتى يخرج القاتل من مخبئه مطمئناً، فيقتلونه. ولكن الله تعالى جعل العقوبة شديدة يوم القيامة لمن فعل ذلك.
وقد جاء الأمر بالقصاص تدريجياً.
القصاص في التوراة على صورة واحدة، وهي قتل النفس بالنفس، من دون دية أو مغفرة. أما الإنجيل فلا دية ولا قتل. لقد وضع الإسلام الحق في مكانه وهو التسامح، فأبقى القصاص، وترك المجال للفضيلة، وجعل أهل القاتل أحراراً في القتل، أو العفو، أو قبول الدية
أو هذا هو العدل الكامل، والآيات تدل على أن في القصاص حياة، وأصحاب العقول المستنيرة يدركون ذلك لأن القصاص يجعل من يريد القتل ينظر إلى نتيجة قتله، أنه سيتعرض لهذا العقاب، وهو أن ولي الدم سينتقم منه، فيقتل كما قتل، ويخاف، وبذلك يصلح المجتمع وينهض.