تفسير الآية 168: 177  من سورة البقرة

تفسير الآية 168: 177 من سورة البقرة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

image about تفسير الآية 168: 177  من سورة البقرة

 

 

https://youtu.be/ZdxZXS01qnE?si=JUxMlN3SNm5vxmtB

 

https://youtu.be/Kig-rgX7FYA?si=RMkPNU19c5dOacyE

 

 

 

سورة البقرة آية ١٦٨ : ١٧٧

.{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) }    

 

تفسير الآية 168: 177  من سورة البقرة

ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٦٨

 

إذا جاء الله تعالى في أمر من الحلال والحرام عرض على الناس كافة لتنفيذ أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، فما دام الله تعالى هو الذي خلقهم ودعاهم إلى الوجود فإنه يوجه الخطاب إليهم جميعاً، فمن اتبع أوامر الله ونواهيه وعمل بها فهو من المؤمنين، ومن لم يتبع أوامر الله تعالى عمداً فهو من الكافرين الذين يسلكون طريق الشياطين الذين يغوونهم بالضلال ويوسوس لهم الشياطين أن يتبعوهم في معصية أوامر الله

 و اعتراضهم على أمر الله فيما أحل أو حرم من الطعام، ويقولون لماذا خلق الله هذه الحيوانات والطيور وغيرها وحرم عليها ما شاء وأحل ما شاء؟  ولو كان لهؤلاء ذرة من عقل لوجدوا أن كل مخلوق من هذه الكائنات إذا أكل يكون ضاراً ولكن له منفعة غير الأكل فمثلاً يأخذون السم من الحية كمخدر في العمليات ولا يؤكل أي ليس كل حيوان أو طائر أو نحو ذلك من هذه المخلوقات خلقت للأكل ولكن لها دور آخر مفيد في الحياة 

وأن الله هو الذي خلقهم وخلق الكون وله ما يشاء يحل أو يحرم ما يشاء يحل ما هو طيب ويحرم ما هو ضار لذلك سؤال أو اعتراض الكفار الذين ساروا على خطى الشيطان مع أن الله تعالى أمر الناس جميعاً بعدم اتباع الشياطين لأنهم أعداء الله وأعداء الإنسان إلا أنه يعلم أنه طرد من الجنة من أول ذنب ارتكبه مع سيدنا آدم بعدم استجابته لله عندما طلب منه السجود لآدم ورفض تنفيذ أمر الله وكفر.  ومن هنا علمنا أنه يريد أن يطرد عباده من جنة الله ويكفروا به

 فالله تعالى يذكرنا دائماً أنه عدو فلا نتبعه لأنه يأمر الناس ضعاف الإرادة، إما ضعفاء الإيمان ومترددين، أو لا يؤمنون خوفاً من الالتزام وحباً للدنيا الفانية، هؤلاء هم الكفار الذين يغريهم الشيطان

ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٦٩ 

 يأمرهم بالشر، وهو كل معصية ليس لها حد، كالغيبة والنميمة، والفحش، وهو كل معصية لها حد وعقوبة، ويأمر الشيطان هؤلاء الكفار أن يقولوا على الله ما لا تعلمون، كما احتجوا وقالوا لماذا حرم الله أطعمة وأحل أطعمة أخرى ولماذا خلقها ما دام أكلها محرماً، لأنهم لا يحتجون ويقولون على الله ما لا يعلمون، وهو أن الله خالق كل شيء له دور، بما في ذلك ما ليس للأكل.

 

ملخص تفسير سورة البقرة آية١٧٠

 

فلما واجههم رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كتاب الله قالوا: قد تعودنا ذلك، أي: اعتادوا تقليد آبائهم فيما كان يفعله آباؤهم، ولو كان آباؤهم كفاراً لا يعقلون، ولو كان لهم عقل لما عبدوا أصناماً لا تتكلم ولا تعقل، صنعتها أيديهم 

ولو كان لهم عقل لما اتخذوا من التمر آلهة ثم أكلوه حين جاعوا، فكيف يقلدون من لا عقل له؟ فأراد الله تعالى أن ينهاهم عن تقليد ما لا ينفعهم، بل يضرهم، وليتعلم الناس أن من أراد التقليد فعليه أن يقلد من المصدر، وهو كتاب الله وسنة رسول الله، فإذا كان الوالدان على طريق الله وسنة رسول الله فلا مانع من التقليد.  ولكن إذا لم يكن لهم عقل واتبعوا شياطينهم فهذا مما نهى الله عن التقليد فيه، ولا بد من استعمال العقل والتفريق بين الخير والشر.

ملخص تفسير سورة البقرة آية  ١٧١

 ولذلك شبه الله تعالى الكفار بالغنم والبقر التي لا تفهم نداء الراعي عندما ينعق الراعي، أي أن الراعي يصدر صوت نداء أو دعاء ليجذب البقر إليه وينبهها بالصوت إلى ما يريد، ويمشي أمامها حتى تتبعه البقر إلى المرعى أو إلى عين الماء، وهم لا يفهمون مقصود هذا الصوت، بل تتبع البقر الراعي دون أن تفهم. وكذلك الكفار لا يسمعون نداء الراعي لأن كل إنسان راع أو كل إنسان مسئول عن رعيته، وكلمة الراعي تأتي من حفظ ورعاية الشيء المسئول عنه، ولكي تتضح الآية نذكر هذا الحديث معًا ونربطه بالآية،

 يقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.  الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والعبد راع في مال سيده، وهو مسئول عن رعيته، ثم يقول عليه الصلاة والسلام: ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فعلى الرجل أن يحسن رعاية أهل بيته. وبعد أن بين الحديث دور الراعي، نربط الحديث بالآية، ففي هذه الآية نجد أن الراعي هنا المقصود في الآية هو الرسول عليه الصلاة والسلام، وكلفه ربه برسالة تبليغ الدين إلى الناس ومعرفة أوامر الله كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو راع ومسئول عن الناس. 

 فمن الناس من يتبع الراعي ويؤمن به ويؤمن بالله ويتبع سبيل الله ويتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من يتخلف عن الراعي ويكفر ويصف الله هؤلاء بالصم والبكم والعميان أي لا يسمعون نداء الحق ولا يبصرون الحق ولا يتكلمون بالحق لأنهم لا يفقهون. 

ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٧٢

ثم يخاطب الله الذين آمنوا بالأكل من الطيبات، لأن بعض الناس في الأمم السابقة كانت لهم شرائع عندما أرادوا التقرب إلى الله، حرموا على أنفسهم الطيبات التي رزقهم الله، وأصروا على ذلك مع علمهم أن هذا الفعل ليس من أمر الله وأن هذا الفعل ليس سبباً لتقربهم إلى الله، لذلك كان عقاب الله لهم أنه حرم عليهم بعض ما أحل لهم، فقسوا على أنفسهم، والمفترض على المؤمن أن ينفذ أمر الله كما نزل لا يزيد عليه ولا ينقص منه، ويأمرهم بالأكل من الطيبات التي رزقهم الله، وأما أمة الإسلام فقد نهاهم الله عن تحريم ما أحل الله لهم من الطيبات، وهذه الآية تحذير للمؤمن وتشديد على أكل الطيبات التي رزقهم الله وشكر الله على ما رزقهم، لأن شكر العبد المؤمن للرب الخالق واجب ما دام العبد المؤمن يفرد الله بالعبادة.

 

ملخص تفسير سورة البقرة آية ١٧٣

 

وقد بين لنا الله تعالى بعض الأطعمة المحرمة، وهي الميتة والدم ولحم الخنزير، والميتة هي التي تموت دون أن يخرج منها دم، وهذا الدم يحتوي على أشياء ضارة كثيرة، وفي الدم مواد ضارة فاسدة، وهذا الدم يختزنه الجسم عند موته، وتبقى الأشياء الضارة بداخله، فيمتلئ اللحم بالمواد الضارة التي تسبب الأمراض للإنسان، وأما التي ذبحناها فقد سال منها كل الدم الفاسد والصحيح، ولأن منع الفساد مقدم على جلب النفع، فإننا نذبح فيسيل الدم السليم مع الدم الفاسد، ويجب على المؤمن أن يمتثل أمر الله تعالى دون أن يسأل الله تعالى لماذا حرم هذا أو ذاك، ويكفينا أن الله أمر بتحريم لا يضر أو ​​تحريم لأنه يضر سواء علمنا ذلك أم لم نعلم.  هذه مشيئة الله أن يأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، لأن الله هو الرزاق وهو الذي خلقكم، ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحلت لكم ميتتان: الجراد والسمك، ودمان: الكبد والطحال، والسمك والجراد لا يحويان دماً سائلاً، والكبد والطحال لحم جامد، وخلاصة الدم الذي يتكون منه الكبد والطحال، وهي ليست سائلة، إذن، وللسنة دور فيما هو حلال وما هو حرام، وأما تحريم لحم الخنزير فإن مشيئة الله تعالى أرادت أن تكشف لخلقه سر التحريم

 فأثبت العلماء أن في الخنزير أمراضاً لم تكن معروفة من قبل، وتبين لهم خطورتها، مثل الدودة الشريطية، فإذا كشف لهم الله تعالى سراً واحداً وهو دورة الدودة الشريطية، فربما يكون هناك أسرار أخرى أخطر من الدودة الشريطية.  الذبح نوعان: ذبح لمصلحة الإنسان لتأكل ويأكل غيرك، وذبح قربان لله {وما أهل لغير الله} ذبح لمصلحة الإنسان فقط، وتقرباً إلى أصنامهم وتماثيلهم وما يعبدون من دون الله. وما أهل لله فهو ذبح قربان لله، وبما أن الله هو الذي رزقنا الحيوانات وسخرها لنا للأكل فلابد أن نذكر المنعم، وأن يكون التقرب إلى الله وحده هو النية الأولى. 

المؤمنون يذبحون ويتصدقون تقرباً إلى الله عز وجل، والكافرون يذبحون تقرباً إلى آلهتهم، ومن اضطر إلى أكل ما حرم الله خشية أن يصيبه ضرر كأن لم يأكله مات، والمؤمن يأكل ويطمئن لأن الله أباحه، والله غفور رحيم.  ويعلم أن ذلك محرم لا يجوز إلا عند الضرورة، فيأكل منه ولا يتجاوز الحد، يأخذ قدر حاجته فقط.  

معلومه 

فكلمة (مَيّت) معناها أنك ستموت، رغم أنك الآن حي.

 لكن عندما نقول: (مَيْت)، بتسكين الياء، فمعناه مات بالفعل،

ملخص تفسير سورة البقرة  آية 174 : 176 

ويبين الله تعالى عاقبة الذين كفروا وكذبوا وكتموا ما أنزل الله من الكتاب وهو القرآن الكريم الذي فيه شرع الله تعالى الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهذا الكتاب هو الحق من الله تعالى كما كذبوا الكتب السماوية التي كانت قبل نزول القرآن الكريم وحرفوها، ومنهم من كتم ما فيه ولم يخبر الناس به، وأخذوا الرشوة وأفتوا الناس والأمراء في الدين وقالوا على الله كلاما باطلا وأخبروا الناس أنه من عند الله، وكذبوا وأشبعوا أهواء الناس والأمراء بكلام باطلا حتى يكتسبوا أو يشترون سلطاتهم ومناصبهم، وكل هذا ثمن زهيد.  إن الدنيا مهما طالت سوف تزول

 فيعاقبهم الله على كل ذلك بأن يكون كل ذلك في بطونهم ناراً يوم القيامة، فيقطع الله عنهم باب الرحمة والشفقة من أوله، وهو أن لا ينظر الله إليهم، وهذا عذاب أليم أشد العذاب، ثم يخبرنا الله عن سبب الحكم عليهم، ولماذا لا يكلمهم، ولماذا لا يزكيهم، ولماذا يكون لهم عذاب أليم في الآخرة؟ لأنهم اشتروا الضلالة وباعوا الهدى، وهم يعلمون أن هناك عذاباً في الآخرة، والأمر العجيب الذي يكشف عن حال هؤلاء الكفار ويلفت نظر المؤمنين إلى دهشتهم هو أنهم صبروا على عذاب النار، أي على العمل الذي سيوصلهم إلى النار

 ولنتخيل مثالاً حقيقياً في هذه الدنيا، فنجد أن كثيراً من الناس قد مسهم النار بغير قصد عندما نستخدمها كوقود مثلاً.  كيف يكون الألم في ذلك الوقت شديداً بحيث لا يحتمله الإنسان مع أن نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة؟ فكيف بألم الآخرة؟

لقد كتموا أو حجبوا ما أنزل الله في الكتاب مع أن الله أنزل الكتاب بالحق، فإذا عاقبهم الله لأنهم ضلوا ولأنهم باعوا الهدى وتركوا المغفرة فقد استحقوا العقوبة، فإذا رأيت هول العقوبة فانظر إلى هول الجريمة.

والذي اختلف في الكتاب من اليهود والنصارى اختلف عن الحق وهو القرآن الكريم أي اليهود والنصارى حتى لم يتبع أحدهما كتاب الآخر، وكان من المفترض أن يتبعا القرآن الكريم لأنه آخر الكتب ونزل خاتم الأديان وهو الإسلام، ولكنهم سيظلون على خلاف، أي أن كل واحد منهم على جانب من الآخر في انفصال دائم واختلاف عن المنهج والحقيقة لأنهم لم يتبعوا القرآن.  ولذلك فهم يعيشون في الحياة في اختلاف واختلاف عن القيم المنهجية السماوية، ولا يستطيع أحد حلها إلا الله باتباع منهج الله.

ملخص تفسير سورة البقرة آية  ١٧٧

تحدثت الآية الكريمة عن البر.

كلمة البر تعني الخير العظيم الواسع الذي يشمل كل جوانب الجمال في الكون ويحتاج إلى جهد

إذا كانت كلمة البر هي كمال الخير أي كمال الإيمان أو كمال البر أو كمال الخير فكلها لها معنى واحد.

 وتبين لنا الآية الكريمة أن البر ليس مقتصرا على اتجاه القبلة أو على شيء واحد، بل إن البر له جوانب كثيرة من الخير ولابد من اكتمال جوانب البر كلها.

ثم تذكر الآيات جوانب البر الكامل.

وهو الإيمان بالله، وينقسم الإيمان إلى طاعة لله تخص العبد وربه، مثلا الصوم والصلاة.

وطاعة العبد لربه في المودة والرحمة بينهما.

وتبين الآيات أن البر كله

هو في الإيمان بالله وبما أخبر الله به من الغيب، كاليوم الآخر والملائكة، والإيمان بالأنبياء فيما يبلغونه، والعمل بما في الكتاب، والمراد به جميع الكتب السماوية، أي العمل بما فيها، مما أمر الله به من الخير واجتناب ما نهى الله عنه من الشر.  ومن كمال الإيمان أيضاً أن تسود المودة والرحمة بين الناس، ويتمثل ذلك في أن يتصدق المؤمن من ماله ويبذله بكل محبة للقرابة، والأيتام الذين مات أبوهم قبل البلوغ، والفقراء المحتاجين إلى المال، وابن السبيل الذي في بلاد الغربة يحتاج إلى المال، ومن يطلب المال لحاجته إليه، ومن كان أسيراً.

 ثم يكمل البر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لكل ذلك، إلا القرابين، فإنه من حق المؤمن أن ينفق على الأقارب إذا كانوا محتاجين.

ومن البر أيضاً أن يوفي الإنسان بالعهد، والعهد هو اتفاق أو تعهد من شخص لآخر على أن يفعل له شيئاً، وعلى من عاهد أن يفي بعهده، وهذا من البر.

ومن البر الصبر في ثلاث: في الشدة، أي في الفقر، وفي المرض، وفي الحرب مع العدو.  الصبر على كل هذه الأمور، وهؤلاء من الصالحين، والمؤمن يقي نفسه من عذاب الله بإيمانه الكامل.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
وفاء عبد المعبود تقييم 5 من 5.
المقالات

76

متابعهم

68

متابعهم

77

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.